Share Button

كثيرا ما نسمع عن توتر العلاقات بين إسرائيل و ايران هذه تهدد وتلك تتوعد فهل حقا العلاقات بين البلدين سيئة أم حلفاء في الخفاء لخداع العرب
دعونا نفند ما وراء الستار المطرز بلهجة العنف هذه
فعلى رغم ما يحمله خطاب النخبة الحاكمة في إيران من عداء ظاهر لإسرائيل فإن إيران تضم أكبر جالية يهودية في الشرق الأوسط ما يزيد عن (25 ألف نسمة) وهناك نحو 200 معبد يهودي. ويعيش في إسرائيل حوالى مئتي ألف يهودي من أصل إيراني، وهناك الكثير ممن تقلّدوا مناصب رفيعة في إسرائيل يتحدرون من أصول إيرانية، منهم بنيامين فؤاد أليعازر زعيم حزب العمل السابق ووزير البنية التحتية، وشاؤول موفاز وزير الدفاع الإسرائيلي الذي قطعا يعارض توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، وموشيه كاتساف الرئيس الإسرائيلي الأسبق.
وفي تقرير لها من قبل كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن حجم الاستثمارات الإسرائيلية في إيران يتجاوز الثلاثين بليون دولار، وأن هناك الكثير من الشركات الإسرائيلية تستثمر في مجال الطاقة داخل إيران، كما أن إسرائيل تستورد من إيران التين والبلح. وبالنظر إلى خلفية هذه العلاقات تبرز ثلاث محطات رئيسية هي تاريخ بدء العلاقات بين الإيرانيين واليهود، ثم علاقات إيران بإسرائيل منذ نشأتها، وأخيراً علاقات إيران بإسرائيل منذ عام 1979. وترجع البداية إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد؛ عندما أعاد الملك الأشوري تيجلان بيليزر الثالث توطين آلاف اليهود جنوب غربي إيران في منطقة ميديا، وأعيد توطين مجموعة أخرى في سوسا التي يوجد فيها قبر دانيال نبي العهد القديم لدى اليهود وهمدان، والتي تمثل حتى اليوم مركزاً رئيسياً لليهود الإيرانيين. وفي همدان أيضاً، دفنت الملكة أستير التي أنقذت اليهود من الاضطهاد في القرن الخامس قبل الميلاد، ولا يزال يحتفل بهذه المناسبة في عيد بيوريم. وفي القرن الخامس قبل الميلاد، حرر الملك الفارسي كورش اليهود من الأسر البابلي. ويبالغ اليهود في تقدير هذا الملك الفارسي، إذ إنهم رفعوه إلى درجة المنقذ وهو الوحيد من غير اليهود الذي وصل إلى هذه المرتبة. واعترفت إيران بإسرائيل في مارس 1950، ودعت الحاجة آنذاك كلا الدولتين إلى تدعيم علاقاتهما، ويمكن القول أن تحالفاً استراتيجياً نشأ بينهما في نهاية خمسينات القرن الماضي. استمر هذا التحالف حتى ثورة الخميني عام 1979، فقد كانت حاجة إيران إلى هذا التحالف ناشئة عن سعيها إلى مجابهة حالة العداء التي كانت عليها مع الدول العربية، بخاصة مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والعراق بعد انقلاب عام 1958، وذلك بالتقرب إلى العدو الأول للعرب. أما إسرائيل فكانت حاجتها إلى هذا التحالف ناشئة عن سعيها إلى كسر عزلتها والخروج من حصارها السياسي الإقليمي من خلال إقامة علاقات مع إيران وتركيا. وكان من نتائج هذا التعاون أن كانت إيران المصدر الرئيسي لواردات إسرائيل من النفط، فطهران كانت الممول الأساسي لتوريد النفط إلى إسرائيل خلال حربي عام 1967 و1973 عبر توفير أكثر من 90 في المئة من حاجاتها. في المقابل، لبّت إسرائيل مطالب إيران من المنتجات الصناعية والأسلحة الإسرائيلية، كما ساعدت إسرائيل إيران في مشروعاتها الزراعية.
عقب ثورة الخميني، تحولت علاقة إيران بإسرائيل من الصداقة والتعاون إلى العداء، حتى إن طهران أطلقت على إسرائيل «الشيطان الأصغر» وأغلقت سفارتها وجعلتها مقراً لمنظمة التحرير الفلسطينية.
لكن في عالم السياسة لا يوجد ثوابت فمع إندلاع الحرب العراقية الإيرانية التي بدأت عام 1980 وعدم قدرة إيران على صد الجيش العراقي من دون فتح قنوات اتصال لها مع إسرائيل وواشنطن، هو ما أعلى مفهوم المصلحة الوطنية لدى إيران التي رأت أن تحافظ على أيديولوجيتها باستمرار التصريحات المعادية لإسرائيل حتى لا تفقد مصداقيتها أمام حلفائها وفي الوقت ذاته تغلب المصلحة الوطنية بفتح قنوات اتصال سرية مع إسرائيل للحصول على السلاح. وهو ما فتحت له إسرائيل ذراعيها مرحبة به لتحقيق مصالحها هي الأخرى المتمثلة في إضعاف العراق والحد من قدراته
إضافة إلى دعم إيران ذات النظام الشيعي في منطقة تعج بالسنة، ومن شأن ذلك تقوية الخلافات الطائفية.
وقد تم الكشفت عن تعاون عسكري بين إيران وإسرائيل بتسليم الأخيرة شحنات أسلحة مقابل الحصول على النفط الإيراني.

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *