Share Button

مقال أ // منى فتحى حامد

قصةحقيقية لبطل مصري لن ينساه الحاضر و التاريخ ، بطلاً من أبطال حرب أكتوبر ، تحكي عن أم من ريف مصر الأصيل تجلس على عتبة بيتها المتواضع المبنى من الطوب اللبن تنظر إلى أول الشارع القصير تأمل في أن ترى زيا عسكريا متجها إليها. فقد أرسلت أبناءها الأربعة الرجال إلى جبهةالقتال ليستردوا لها كرامتها
وشرفها الذى دنسه الصهاينة فى يومية ٦٧..إنها صائمة حتى عن الكلام فقد جاءها نبأ استشهاد كبيرهم فى جبهة السويس و أوسطهم فى عداد المفقودين فى منطقة الفردان ولن تدرى عن الإثنين الباقين شيئا ولكن يغمرها الأمل بأن ترى بعينيها أحدهم ..جاءها الناس ليعزوها فرفضت العزاء ولم تدمع عينيها ولالحظة،تقول هم أولاد مصر وأنا معهم فداءا لها .. ولم يخيب الله رجاءها.. هاهو المفقود أمام عينيها بلباسه العسكرى مصابا فى قدمه اليسرى .. فتحت ذراعيها واخذته في أحضانها دون كلمة واحدة، وبعد أن اطمأنت أنها لا تحلم .. سألته عن إصابته وسببها ،قال لها:يا أمى كنت فى سلاح المهندسين أمهد الطريق للقوات والمركبات حتى تمر سريعا لمواجهة العدو الإسرائيلى،ومن أحد الألغام الخبيثة كانت إصابتي فى قدمي ولم أشعر بشيء و أكملت مهمتى بنجاح ومرت القوات بسلام ووقعت أنا من شدة النزف .. ونقلنى أحدهم إلى المستشفى الميدانى لأعالج وأعود إليك الآن .. وما أخبار باقى إخوتى ؟ قالت ان شاء الله يرجعوا مثل ما رجعت أنت ولم تخبره بنبأ استشهاد أخيه وهى متماسكة وهادئة.. تركها وعاد إلى وحدته فى الإسماعيلية ليشترك فى تطهير مواقع بثغرة بالدفرسوار ليصاب مرة أخرى فى رأسه وبعد نهاية الحرب خرج بعجز فى رجله اليسرى،وسام يتباهى به حتى الآن..
رحم الله أمه التى علمته حب وطنه ورحم الله شهداء مصر الأبرار و
معهم إخوته،وعاشت مصر محروسة من الله دائما …
التحية و التقدير و أرقى التكريمات للبطل المصري//
صبري عبد البصير عباره

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *