Share Button

 

متابعة : نشوى شطا

شاءت إرادة الله تعالى أن يكرم المؤمنين ببعثة أشرف الأنبياء والمرسلين ، ليكون لهم فى الدنيا هدى ونورا ، وفى الآخرة رحمة وشفاعة ، وليجعل منهم باتباعه خير أمة أخرجت للناس ..

فلقد كانت بعثته صلى الله عليه وسلم ، أكبر حدث فى تاريخ البشرية ، وإيذانا بفجر جديد أشرقت شمسه على البشرية ، فكشفت عنها غيوم الجهل وظلمات الأوهام ، وأطلقت القلوب والعقول من قيود الخرافات ، ومن التقاليد البالية والعادات المستهجنة ..

ومن سنن الله الكونية ، أن الفكر المجرد لايتضح عند أكثر الناس ، مالم يكن مقترنا بما يوضح معالمه ويشرح مبادئه ، وهذا الفكر المجرد يظل مثاليا مالم يرتبط بالواقع ، ومن أجل إثبات هذه الواقعية لمبادئ الإسلام وشريعته الخالدة ، شاء الله تعالى أن يجسدها فى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، مثالا عمليا كاملا ، ومن المحال إدراك حقائق الإسلام كلها مالم يعش الإنسان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من أول حياته إلى ختامها ، ويتفهم كل جانب من جوانب حياته الشريفة ..

فلقد أرسله الله تعالى للإنسانية ، مثالا أخلاقيا كريما ، وكان بذلك الإنسان الكامل فى رحمته وصبره وصدقه ، وإخلاصه ووفائه ، وبره وكرمه ..

وحين نذكر ميلاده صلى الله عليه وسلم ، ينبغي أن نستحضر سيرته الشريفة بقلوبنا ، وليس بألسنتنا فحسب ، نحتفى بالذكرى الشريفة بما يناسبها من إجلال وتكريم ، ومراجعة لأقواله وأفعاله وأخلاقه ، أما المظاهر الفارغة والأعمال الخاوية ، فليست من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وموالاته ، فالمحبة الحقيقية تكون باتباعه وطاعته ، والتمسك بسنته ، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

( عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى ، تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ )

متى يكون احتفالنا بهذه الذكرى بما يوائم جلالها ، ويلائم عظمتها ؟! متى نتناول سيرته الشريفة تناولا عمليا ، ونقتبس من نورها ؟!

لقد ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتيما ، فما أجمل أن يكون مولده ، نظرة حانية إلى اليتامى والفقراء ، فهكذا تحيا الذكرى ، ويخلد الأثر ..

بقلم : أشرف داود – رئيس لجنة العلاقات العامة والإعلام ، والمنسق الإعلامى للمجلس الأعلى للثقافة

لا يتوفر وصف للصورة.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *