Share Button

 

بقلم / محمـــــــد الدكـــــــرورى

هناك أمور تجد فى حياة الإنسان ، وتلك الأمور تعد فتن ، وإبتلاء من الله سبحانه وتعالى ، وهناك ايضا أمور تعد نزغات من الشيطان ، وإن للفتن والحروب والصراعات والخلافات بين الأفراد والمجتمعات ، والشعوب الكثير من النتائج والآثار المختلفة والتي منها ظهور العديد من الأزمات والتي تؤثر في حياة الناس وتسبب لهم الكثير من المشقة والعناء.

ولكن الأزمة الأخطر هي أزمة القيم والأخلاق، والتي تظهر بين الناس في وقت الشدائد والفتن والصراعات والحروب، فتظهر الشحناء والبغضاء والكراهية، والحسد والتفرق وحب الذات والتي تظل آثارها طويلة في حياة الأفراد والمجتمعات، ونتائجها سيئة، وتحتاج لمعالجتها الجهود الكبيرة ومن أخطر نتائج الأزمات أزمة أختلال الامن وذهاب الاستقرار وانتشار الفساد والمفسدين ..

وإن هناك آفة طالما أخافت الآمنين، وأذية لعباد الله المؤمنين وظلم أفسد على الناس عيشهم، وجلب لهم القلق ليلهم ونهارهم وهو مرض يعاني منه مجتمعنا، ويعظم خطره ويزداد يوما بعد يوم في بلدنا؛ كم تسمعون من قضايا السرقة، والغصب، والنهب والسطو على الآمنين والسرقة والسراق فضحهم الله وأخزاهم وما أكثرهم لا كثرهم الله هم صنوف شتى وعلى صورمختلفة وأقنعة متعددة وتخصصات كثيرة

وقد نادى الاسلام على المسلم بإحترامِ أموالِ الآخرين، وحِفظِها وصيانتِها، وأنّ هذا من الضروريّات التي دعا إليها، فأموالُ المسلمين يحرم التعدِّي عليها إتلافًا واغتصابًا، سَرِقة وغشًّا وخِيانة، ولأجلِ هذا حرِّمَت سرقةُ أموال المسلمين، وجُعِلت السرقة كبيرةً من كبائر الذنوب، جريمةً من الجرائم الأخلاقيّة التي لا يتَّصف بها ذو دينٍ صحيح، واستقامةٍ على الخير.ويقول الله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ﴾ سورة النساء ..

وإنَّ السرقة خلُقٌ ذميم، خلُق رذيل، خلُقٌ يملِي أنّ هذا السارقَ لا قَدرَ له ولا قيمة، ذَلكم أنّ هذا السارقَ عضوٌ أشلّ في مجتمعه، فاشل في بلاده لا يعوَّل عليه ولا يطمأَنّ إليه ولا يركَن إليه، لماذا؟

لأنّ هذا شخصٌ مجرِم عطَّل القُوَى التي منَحَه الله إياها، منحه الله السمعَ والبصر والعقلَ، ويسَّر له الأمورَ، لكنّه لم يرضَ بهذا، بل سخَّر حواسَّه وقواه في أمور رديئة رَذيلة وإنَّ السارقَ قد ارتكب خُلقًا سيّئًا، ضعُفت نفسه عن القناعة والعمل، ضَعفت نفسه عن الإنتاج، ضعُفت نفسه عن التنافسِ في سبُل الخير، وإنما لَجَأ إلى هذه الطّرُق الملتَوِية يعرِّض فيها دينَه، ويعرِّض فيها حياتَه وسمعتَه، ويغامِر وربّما وقع في الفخّ فقُضِي عليه فخَسِر دنياه وآخرَتَه، وإن نال منَ السرقة ما نال، فمال الحرامِ هو سحتٌ وظلم وعدوان، يجعَل قلبَه دائمًا يلهَث، لا يقنَع بالحلال ولا يطمئنّ إليه، بل لو خيِّر هذا بين كسب الحلالِ والحرام لكان الحرامُ عنده أحسنَ وألذَّ من الحلال؛ لأنَّ فطرتَه قد انتكسَت ..ولنعلم قول النبى صلى الله عليه وسلم: ” لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه”،

وإن يد السارق يدٌ خبيثة تمتدّ إلى الأموال والبيوت، ووصلت إلى جيوب المصلين لسرقة اموالهم ويد السارق تُروّع الآمنين، وتأكل أموالَ الناس ظلمًا وعدوانًا، وربما زيَّنت له نفسُه الخبيثة أن يتوسَّل إلى جريمتِه بسفكِ الدماء، وقتلِ الأبرياء، فيرتكِب الآثام بعد الآثام.

وهذه الظاهرة الفاجرة يبعث عليها الظلم والجشع، ويغذيها الجهل وضعف الإيمان ولقد انتشر في الناس أشكال مِن السرقة والاختلاس، طالت الأخضر واليابس، والمال الخاص والعام، ولنعلم جميعا أن المال المسروق مال محرم مسحوق البركة لا ينفع صاحبه، بل يضرّه، حتى لو أراد فعل الخير به وبناء المساجد، ورعاية الأيتام، فقد قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: ” مَن كسب مالا من حرام فأعتق منه ووصل منه رحمه كان ذلك إصرا عليه” وفي الخبر “من اكتسب مالا من مأثم فوصل به رحمه أو تصدق به أو أنفقه في سبيل الله جمع ذلك كله جميعا فقذف به في جهنم”.

وصدقة السارق ودعاؤه محجوبان عن ربه تعالى، لا يقبل الله إحسانه ولا يسمع دعاءه، وفي الحديث ثم ذكَرَ صلى الله عليه وسلم الرجلَ يطيل السّفرَ أشعثَ أغبرَ يمدّ يدَيه إلى السّماء يقول: يا ربِّ يا ربّ، ومطعمُه حرام، وملبسه حرام، وغذيَ بالحرام، فأنى يستَجاب لذلك؟!”

والسارق ملعون بلعنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: “لعن الله السارق؛ يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل؛ فتقطع يده”، واللعن الطرد من رحمة الرحمن، معناه أنه يستوجب في الإسلام قطع عضو منه بسبب سرقة لا تسوى إصبعا من أصابعه، وأعضاؤه أمانة عنده.

ولهذا جعل الله عقوبةَ السارقِ قطعَ يدِه عقوبةً له على هذا الظلمِ، هذه اليدُ التي لو جُنِي عليها لوجب فيها نصفُ الدّية، فإذا سرقَت وخانت هانَت وحُكِم بقطعها، حتى يراه الآخرون فيعتبِروا ويتَّعظوا ويعلَموا أنّ هذا مآل السارقين وجزاؤهم في الدنيا، وما عندَ الله لهم من العقوبةِ إن لم يتوبوا أضعافُ ذلك .. ويقول الله عز وجل (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) سورة المائدة.

بل بيَّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن السرقة والإيمان لا يجتمعان في القلب، فقال -صلى الله عليه وسلم-: “لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن”.

هكَذا جاءت شريعةُ الإسلام لترسِيَ دعائمَ الأمن والاستقرار، وتقضي على الفساد، وتوجِّهَ المجتمع إلى الجدِّ في طلب الرّزق، والبُعد عن المسالك الخبيثةِ، والطّرُق السّيّئة. ويقول الله عز وجل (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) سورة الأحزاب ..

ومن هنا وجب علينا التحذير دائما وابدا من عقوبة السرقه وخطرها على الفرد والمجتمع فى الدنيا والآخره ويجب على السارق أن يتوب الى الله قبل أن يموت وأن يرد الحقوق الى أصحابها وأن يرد المظالم الى أهلها .. قبل أن يأتى يوم لا ينفع فيه الندم …

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *