Share Button

بقلم / محمـــــــد الدكـــــــرورى
عندما كنت طفل صغير كنت دائما فى يد أمك وعلى صدرها ولا تفارقها وكنت دائما تجرى ورائها ولا تتركها هنا وهناك ولكن عندما اشتد عودك واصبحت لك زوجه رحلت عن أمك وتركتها ونسيت ايام طفولتك الجميله وانت صغير وتناسيت كيف كانت تطعمك وكيف كانت تقوم بنظافتك وتربيتك والاعتناء بك تناسيت كل هذا وبعدت عنها بل وفى بعض الاوقات كنت عدوا لها …

والأم نبع الحنان والعطف والأمان لكل من حولها، فهي التي تحمل بطفلها تسعة أشهر وتتحمّل الكثير من المتاعب والمصاعب طوال فترة الحمل، لحين ولادته على هذه الدنيا والبدء معه برحلة جديدة في الحياة، فهي أوّل من يراه الطفل في هذه الدنيا، ويشعر بدفئها وحنانها الذي لا يوجد له مثيل ولا يمكن أن يتم الحصول عليه من غيرها، فهي تستحق كلّ الاحترام والتقدير على ما تقوم به تجاه أطفالها وعائلتها.

وللدور المهم والعظيم الذي تقوم به الأم في الحياة، تمّ تكريمها وإعطاؤها مكانة عالية وعظيمة منذ فجر البشرية، فالأم نصف المجتمع فلولا وجودها لما استطاع الإنسان على العيش في هذه الدنيا، وقد ذكرها العديد من الشعراء في قصائدهم، كالشاعر الكبير أحمد شوقي حينما قال: “الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعب طيب الأعراق”، ويدلّ هذا البيت على أنّ الأم هي الأساس في تكوين الشعوب العريقة.

وقد حصلت الأم على تكريم خاص في الدين الإسلامي، فجعل لها مراتب عالية ومرتفعة عن غيرها من البشر، وللأهمية الكبيرة للأم جعل الله سبحانه وتعالى رضاها وطاعتها مقترناً بطاعة ورضا الله سبحانه وتعالى، والإنسان الذي يعق والدته ويغضبها يلقى العقاب الشديد في الدنيا والآخرة ..

وتعدّ الأم أكثر الأشخاص حقاً في صحبة الإنسان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “جاء رجلٌ إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمّك، قال: ثمّ من؟ قال: أمّك، قال: ثمّ من؟ قال:أمّك، قال: ثمّ من؟ قال: أبوك (متفق عليه).

وللأم دور كبير في المجتمع، فهي تقوم بتربية وتنشئة أبنائها، بحث يكونون الثمرة الصالحة للمجتمع، ويكون لهم دور بنّاء وفعّال في مجتمعهم، فالأم الصالحة هي خير للمجتمع كله، أما الأم غير الصالحة فتؤدي إلى تدمير المجتمع بتربية أبنائها تربية غير سوية، مما يؤدي نشر الفساد والضرر في المجتمع والحدّ من تقدّمه وتطوره.

ومن حقوق الأم على أبنائها أن تحظى باحترامهم وتقديرهم لها، وذلك من خلال التعامل معها بكلّ حب ولين ولطف، وتوفير جميع الاحتياجات والمتطلبات الخاصّة بها، وتجنّب القسوة في التعامل معها أو مقاطعتها، وطاعتها في غير المعصية لله تعالى، لقوله تعالى في كتابه العزيز:”ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير”..

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *