بقلم مصطفى سبتة
أرى في عينيك دموع السفر
بإيمانك الروح يأتيك أمني
كنار تلظت مع الريح كفري
وجدت خلاصي بدنيا مناصي
بذكري أشد رباطي و إصري
و من حول نوري أرى نار كفري
زهت في البساتين أطياب فكري
و حصن حصين و حضن مبين
ملاذي بشعري و ذخري و فخري
أموت بحبي شهيدا يكون
على مسرح الشعر دوري و طوري
و غال بدين الهدى الحلو شعري
رخيص بدنيا الهوى كان سعري
و من حزبه الشر يا خير كان
بعلمي و حلمي انتقامي و ثأري
لجرحي بمسبار روحي يكون
بأقوى طبيب علاجي و سبري
و ما قد عصى ما أقول له في
فعال فنهي مطيع و أمري
بكى في السماوات بدري لشمسي
و ألقي على الأرض دري و بذري
و في راحتي حزت ناري و جمري
و في واحتي حزت تمري و بسري
تضيق شجون الشجون علينا
بأسر الأسى يشتهي الدهر أسري
بأحشائه الدر و الشذر فيه
أكون كبحر و ما بان قعري
بجوي يطير جناح خيالي
ببحري مجالي و من دون بري
لمأساة شعري مخاض عسير
ولادته مثله الموت تسري
بكل النوادي فإني المنادي
و يقطع بالسيف و الحيف دبري
و يخفى بليل الدجى البدر مثلي
و أبكي و أشكي معاناة ذعري
و مني تقبل سلامي و عذري
و يأتي لمن بعده العسر يسري
ببحر القصيد الجواري بأعلى
السواري و كل الأساطيل أجري
أصون عهودي ببحر الهوى لا أخون
وعودي و أجريه خفري
و فوقي سحابي و تحتي رحابي
و أغوص كأعمى بأعماق بحري
و حرا أعيش و عبدا له سوف
أحيا و قد قلت لله دري
على جسدي قد حملتك حملي
و قطران روحي يسيل و قطري
و أقرب مني و يذهب عني
يعود كأفعى زماني لوكري
أقوم و قد كان للخمر تركي
أصوم يكون على التمر فطري
ربيع الهوى الحلو ما كنت أدري
و ريح الردى جاء من حيث أدري
أراه جنوني بدنيا مجوني
يغيب صواب النهى طول سكري
و لا أسلم الدهر من غدره لا يرى
الكل مكري و شري و غدري
و أقبر كل المآسي بصدري
وضعت على كهفه الخوف صخري
جناني تريد مياه حناني
و قطران قَطري يسيل بقُطري
و مزموره الدهر غنى لروحي
و من رقصتي مال طبلي و زمري
أبيع منافع خيري و أشري
بشري مهالك صرعي و ضري
حملت الخطايا على وجه ظهري
كليل الدجى ضج حزني بصدري
بدار الهوى صار موتي و بعثي
بدار الوغى كان كري و فري
كتبت حروف الخيال بقصري
وضعت شعاري و شعري بقبري
عرفت كبدر الدجى لون قري
شهدت كشمس الضحى شكل حري
و أهدي له الأب أقمار فكري
و أهدي لها الأم أزهار شكري