Share Button
من شرقنا العربي أضيئت مصابيح الظلام وتلألأت الكواكب بضياء شمس الحق بالرسل والأنبياء والعلماء الذين أضاؤوا النفوس البشرية بنور الهداية الإلهية وعلموا البشرية جمعاء ماكانوا يجهلون، وأرشدوهم إلى الشرائع الإلهية والقوانين البشرية والمفاهيم الأخلاقية فأصبحت تعاليمهم قواعد للروابط الإنسانية في الفضائل وحسن العلاقات بين أفراد المجتمع الإنساني.
كيفما اتجهنا شرقا وغربا وكل الاتجاهات نجد الآثار الثقافية والقيمة المعنوية التي بثها عظماء أمتنا تعليما وثقافة وفلسفة وقواعد أساسية تبنى عليها الشرائع والحقوق بما يخص الفرد والمجتمع والعلاقات القائمة بين المجتمعات ، ونذكر بأن أشهر حكماء اليونان وروما من أفلاطون وارسطوطاليس وفيثاغورث وغيرهم كانوا تلامذة في مدرسة الفضيلة الإلهية الشرقية ، أخذوا علومهم الإلهية من هرمس” إدريس ع” وسليمان بن داؤود وداؤود النبي في سورية. وامتدادها المعرفي الإلهي المصري، وكذلك في أقاصي الشرق لم تكن العقائد في الهند والصين غائبة عن الشرائع الإبراهيمية ” نسبة إلى سيدنا إبراهيم الخليل ” ع
يقولون بحرية الإنسان ولا حد لحريته إلا بما تمس بحرية الآخر، أوليست هذه أول من أعلنها رسل الله تعالى وانبياؤه ..إبراهيم أبو الأنبياء والأنبياء خليل الرحمن والإنسان ، النبي الجوال من على ظهر راحلته ملأ الدنيا ضياء من الأفكار الصالحة والأفعال الصالحة ، أليس الرسل والأنبياء والأولياء أبناءه وأحفاده ، في الجسد والفكر، وهل في العالم أجمع من مكان لا أثر لتعاليمهم فيه، وعلى أرضها معابد لهم تضاء لهم الشموع وتنثر لهم العطور ويحرق لهم البخور وتنحني لتعاليمهم الهامات فهم هم دعاة الإيمان بالله مبدع الكائنات ومضيء الظلمات ومنظم الأوقات، معلم الرسل والأنبياء ومرشدهم وولي أمرهم وأمر المؤمنين بإطاعتهم.
ومن سورية ، سورية الحرف والكلمة انطلقت وأعلنت الجملة المفيدة عن نفسها التي بنت ثقافات العالم على حروفها، وبني الوعي الإنساني على معانيها ومشتقاتها ، ومن أجنحة نسور سورية صنع القلم ومن أخشابها وبعض ثمارها صنع الحبر. وعلى جلود غزلانها سطرت العبارات ، ومن ترابها صنعت الرقم التي حفظت تاريخيا لولاها اندثر، وعلى أجنحة حمامها نقلت الرسائل إلى الأقطار لتحمل الأخبار، ومن على شواطئها أول من ركب البحار، وأول من عرف صنع المراكب، الفينيقيون والكنعانيون والآشوريون التجار الأوائل فعلموا العالم الحضارة الإنسانية في الصناعة والزراعة والتجارة، فهذه هي الحضارة المنبثقة من تاريخ المشرق وفيه عزة وكرامة.
وعلى تراب سورية الطاهر باحثان كل منهما قد اسلم على ملة إبراهيم الخليل ع ..باتباع ابن فلسطين البار عيسى المسيح وابن الحجاز محمد الرسول الكريم عليهما السلام، هكذا نرى الحقيقة بوحدة المعاني العليا بين الرسالات الثلاث التي لم تتبدل ولم تتغير بتعدد الرسل ومهما حاول الإنسان أن يغيب شمس الحقيقة تبقى قائمة يراها أصحاب البصائر والبصيرة التي استنارت بنور الحق من التوراة والإنجيل والقرآن.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى” قولوا آمنا بالله وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى وما أوتي النبيون لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون.
وقال النبي الكريم ص أنا اولى الناس بعيسى وموسى في الدنيا والآخرة.
علماء الشعوب مشاعل تنير الطريق إلى الحق والحكماء مصابيح الظلام والظلمة في النفوس دعاة إلى الوفاق والمحبة والعيش الإنساني بين أبناء البشر.
فلنعمل جميعا لتعميم حالة التآخي الديني والإنساني كما هي في حقيقتها ..ونحن متأكدين بأن الشرائع كلها نزلت لتؤكد هذا المعنى ، وجعل الناس يعيشون في صفاء لا حقد بينهم ولا بغضاء.
قال الشاعر المشرقي الكبير حليم دموس:
لعمرك ما الأديان إلا نوافذ
ترى الله منها مقلة المتعبد
وأقسم لو يدري الورى كنه دينهم
لما فرقوا بين عيسى وأحمد
فالمس في القرآن عيسى بن مريم
والمح في الإنجيل روح محمد
وقال أمير الشعراء احمد شوقي:
ماكان مختلف الأديان داعية
إلى اختلاف البرايا أو تعاديها
الكتب والرسل والأديان قاطبة
خزائن الحكمة الكبرى لواعيها
وفي شرعة ثنائيات الوجود ، الخير والشر، العدل والظلم ، الضياء والظلمة، وفي كبوة من كبوات الزمن عم الظلام وضاعت المفاهيم وغيب العقل وظهر المفتين الضالين فأصبحنا ما نحن عليه.
وهنا يأتي دوركم ايها الأخوة يامن تحملون قيم الحق والخير والجمال وسمو النظرة إلى الحياة والكون والجمال والأدب..فلا تتركوا الأمور على عواهنها لتضيع الأمة التي تتخبط في الظلمات من علماء ضالين ومفتون مجرمين احترفوا الإجرام عقيدة وفكرا
واطلقوا الحرية لأقلامكم ولفكركم ولما تحملون من قيم من اجل أبناء الأمة وشبابها وابناء لم يلدوا بعد.

د.غسان صالح عبدالله

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *