Share Button

بقلم / نسرين يسري

الحب هو تجربة عاطفية مليئة بالكثير من المشاعر المختلطة التي لا يمكن التحكم فيها في معظم الأحيان ، ويقال أن الغيرة بين الأزواج هي عنوان الحب، وهي إحساس طبيعي وضروري في العلاقة الزوجية.
إن الغيرة هي أحد اساليب التعبير عن الحب، فنحن عندما نُحبّ نعشق وجودهم بجانبنا ونرفض مشاركتهم مع أحد، كلّ ما نفعله يكون من أجلهم ومن أجل بقائهم بقربنا، ولكنّها في بعض الأحيان تصبح تلك الغيرة عند زيادتها ، مصدر للإختناق والمشاكل بين الزوجين إذا إستخدمت بطريقة خاطئة، فتكون نتيجتها الإبعاد والفراق في بعض الأحيان ، لذلك يجب أن تكون الغيرة بين المحبين بإعتدال دون مبالغة.
صنّف بعض« أخصائيين الطب النفسي» “الغيرة القاتلة”، بأنها الوحش الذي يدمر الحياة الزوجية سواء كانت من الزوج أو الزوجة، ولكن لا تخلو حياة زوجية من الغيرة، لأن العاشق غيور بطبعه.
وعندما حاولنا الوقوف علي أسباب ودوافع غيره لدي الزوجين وجدنا ما يلي :-

في بعض الأحيان يكون الحب الزائد وحب التملك (الأنانية) وحب السيطرة من أسباب غيرة المرأة على زوجها وغيرة الرجل علي زوجته ، بشكل مبالغ فيه .
إن شدة الحب تولد الغيرة والشك،وكثرة الغيرة تولد القلق مما يتسبب في ؛ حدوث المشاكل الأسرية وتفكك العلاقات.
كذلك لعدم الثقة بالنفس تأثير كبير وهذا يبدأ عندما يشعر الشخص بالنقص أو أنه لا يمتلك أمر معين مما يشعره بعدم الارتياح وإنعدام الثقة وبالتالي تزداد عنده صفة الغيرة .
عدم الشعور بالأمان والحب بين الطرفين، من اهم أسباب الغيرة الزائدة حيث أن بعض الأزواج لا يجيد التعبير عن مشاعره تجاه زوجته مما يجعلها تشعر بعدم حبه لها وهذا يؤدي بالنهاية لظهور علامات القلق والغيرة بينهما.

كذلك التفرقة والمقارنات كأن يتحدث أحد الزوجين أمام الأخر عن مميزات أحد الأشخاص، كتحدث الزوج على جمال إمرأة أخرى (سواء امرأة عادية أو ممثلة أو مغنية) ،أو يقوم بمدحها والثناء عليها أمام زوجته مما ؛ يثير لديها الشعور بالغيرة ،أو تحدث الزوجة عن شخص ما ومدحه أمام زوجها مما يثير مشاعر الغيرة لديه هو الأخر .
ولعل إظهار احد الزوجين نوع من الإهتمام الزائد بشخص معين يولد شعور الغيرة لدي الطرف الأخر .

ويصف الإستشاري الأسري “فهيم الوهيب” الغيرة بين الزوجين انها صفة طبيعية مقبولة.
إلا أن بعض الغيرة تكون مرضية، ترجع لإضطرابات في الشخصية، وهي تعكس مرضًآ أكثر من كونه حبآ وإهتمامًآ. وجوهرها حب التملك،يصحبها الخوف والقلق الشديد.

ويقول “ابن القيم” رحمه الله غيرة العبد نوعان:
غيرة محمودة يحبها الله, وغيرة مذمومة يكرهها الله، فالتي يحبها الله، أن يغار عند قيام الرِيبة, والتي يكرهها أن يغار من غيْر رِيبة، بل من مجرد سوء الظن، وهذه الغيْرة تفسد المحبة، وتوقع العداوة بين المحبين.

اما عن رأي دكتور “محمد الشريم” استاذ الطب النفسي فيقول عن الغيرة: إن الغيرة خصلة فطرية تخلق مع الإنسان، وتمر بمراحل تتغير من الطفولة إلى المراهقة إلى ما بعد البلوغ، بل وحتى في مرحلة الشيخوخة.
. ويضيف الغيرة في أصلها سلوك غريزي، وبالتالي لا يلام الإنسان على وجوده. الغيرة إما محمودة أو مذمومة، لكن ما يحمد هو ممارستها بشكل معقول ومناسب، بما يحافظ على العلاقات بين الناس بقدر جيد، وبالعكس يمكن وصفها بأنها مذمومة، حينما تتحول إلى سلوك مرضي أو مقلق يؤثر سلبا على علاقة الإنسان بمن حوله.
وهي كسائر الصفات الغريزية، تحتاج رعاية وتهذيبا منذ الصغر، حتى ينشأ الشخص بنفسية مستقرة
وختامآ نحاول أن نقدم بعض الحلول والنصائح العملية لعلاج مشكلة الغيرة الزائدة بين الزوجين:-

١- بالنسبة للزوجات
لا تخلطي بين العمل والمتعة فمن الطبيعي أن يحاط زوجك ببعض بفتيات في العمل فلا داعي للشعور بالغيرة، بل كونى قريبة من زوجك، وإبدئى فى مصادقته، ليظل صريحاً وقريباً منكِ دائماً.
اتركي لزوجك جزء من الحرية ومن الخصوصية طالما كانت تعاملاته في حدود الدين والأخلاق و مناسبه لعادات المجتمع.
من الرائع أن تستمعى إليه وألا تنشغلي عنه وحاولي أن تكوني أكثر حضوراً وإهتمامًا

٢ – بالنسبة للأزواج :
يجب ان يهتم الرجل بالمرأة دائما وان يشاركها كل إهتماماتها، وهذا سيكون له بالغ الأثر في توطيد العلاقة والثقة بينهما.
وعليه أن يحكى لها عن كل ما يدور خارج البيت مادام ذلك لن يؤثر ولن يضر بالعمل ولا بأسراره.
وعليه استغلال جميع الفرص للتعبير عن مشاعره تجاهها، وسعادته واعتزازه بها حتي تشعر بالأمان والثقة معه.
كذلك حاول أن تلتمس لها العذر، وتَعامل معها بصبر أثناء غيرتها.
وعليك ان تفهم ما يدور في رأسها، وأن تتحدث في الأمر معها موضحآ لها وجهة نظرك.
أن الغيرة هي إلتقاء صوت العاطفة بصوت العاصفة فإحذروا إن الغيرة سلاح ذو حدين يمكن أن يلهب مشاعر الحب ويزيدها أو أن يخنقها فيميتُها .

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *