Share Button

اطفال خلف اسوار الزواج

بقلم :الدكتورة أمل فيليب

ترى كثير من الاسر ان زواج الفتيات فى سن صغيرة هو سترة لها و استقرار ، كما تلجأ كثير من الاسر فى بعض المناطق الريفية و مناطق الحروب الى تزويج الفتيات فى سن صغيرة هربا من الانفاق عليهن او لتخفيف اعباء المعيشة و المسئولية .
و لكن يبقى و سيظل الزواج فى سن صغيرة جريمة ترتكب فى حق الاطفال و انتهاك صريح لحقوق الطفل و هو احد صور العنف التى تمارس ضد الفتيات فى كثير من المجتمعات .
يُعتبر زواج الأطفال أو الزواج المبكر ممارسة تقليدية ضارة حيث يتم ترتيب الزواج لشخصين، واحد منها على الأقل دون الثامنة عشرة من العمر، وعادة ما يكون زواج فتاة صغيرة إلى رجل أكبر سنا.
لا انسى ابدا تعليقا لفتاة فى احدى الدورات التدريبية عندما طَرحتٌ على الحضور سؤالا “ممكن كل واحدة توصفى لى من وجهة نظرها الزواج المبكر فى جملة ” قالت بصوت يغلب عليه البكاء ” الزواج المبكر ما هو الا اغتيال للطفولة بسماح من ابوها و امها” .. ياله من تشبيه قاس و مؤلم .. و لكنها الحقيقة المؤلمة للاسف زواج الاطفال ما هو الا حكم والدين على طفلتهما باغتيال براءتها و ابسط حقوق حياتها.
من المنظور القانوني ينص القانون المصري على أن السن القانونية لزواج الفتيات او الفتيان لا يقل عن 18 سنة ، ومن المنظور الطبي: تكتمل قدرة الفتاه الجسدية، و النفسية على الإنجاب وعلى حضانة طفل قرب سن الـ 20 سنة. كما ان الحمل قبل سن العشرين يشكل خطراً محتملاً على حياة الفتاة و على جنينها.
الفتاة الصغيرة لا تستطيع التكيف مع الحياة الزوجية و التفاهم مع الزوج لافتقارها الى مستوى النضج المطلوب على كافة المستويات ، لذلك ترتفع نسب الطلاق عند المتزوجات في هذه الفئة العمرية .
الزواج المبكر حلقة مفرغة متكررة من الفقر وعدم المساواة وانعدام الأمن
الزواج في السن الصغيرة يرتبط ارتباطا وثيقا بازدياد حالات العنف ضد المراة حيث تتعرض الفتيات في هذا السن الى العنف بمعدل اكبر من الفئات العمرية الاكبر .
الزواج فى سن صغيرة يؤدي الى ضياع حقوق الفتاة في استكمال تعليمها او فى ايجاد فرص عمل جيدة وكسب دخل، واعالة نفسها وأسرتها ماديا. مما يقلل من دورها فى تنمية اسرتها و مجتمعها
الزواج المبكر يحرم الفتاة من حقها في اتخاذ قرار واعٍ باختيار شريك حياتها والحق في الحصول على زواج متكامل وبناء أسرة سليمة.
و بعيدا عن العواقب الاجتماعية للزواج المبكر من انفصال و طلاق و عنف و ازدياد الفقر و مخاطر عدم تسجيل الاطفال لعدم بلوغ الام السن القانونية ..يؤدى الزواج فى سن صغيرة الى زيادة العمر الانجابى للمرأة و ما يتبعه من تعرضها لعدد اكبر للحمل و الولادة و مايترتب عليه من ازدياد عدد السكان و تفاقم المشكلة السكانية و ازدياد البطالة و تدنى الخصائص السكانية .
أن الحد من ظاهرة الزواج فى سن صغيرة والقضاء عليها ليست مسئولية جهة واحدة بل هى واجب وطنى و عالمي معا حيث يجب أن تتضافر جميع جهود المنظمات الدولية و الوطنية للحد من هذه الظاهرة فبالرغم من وجود قانون يمنع الزواج المبكر في مصر، لا يزال الزواج المبكر شائعاً حيث تقوم العائلات بتزويج فتياتها تحت السن القانوني فى السر دون اللجوء الى توقيع اوراق رسمية حتى بلوغ الفتاة السن القانونية، لذلك يجب تفعيل القوانين وملاحقة كل من يقوم بخرق هذا القانون ومعاقبته قانونياً. ايضا لابد من العمل على القضاء على الفقر و توفير فرص عمل للجميع من خلال المشاريع الصغيرة و المتوسطة . و منع تسرب الفتيات من التعليم و فرض عقوبات على الاسر حتى استكمال التعليم الثانوى للفتيان و الفتيات حيث ان التعليم هو اقوى الاسلحة التى تساعد على انهاء الزواج المبكر
معلومة احصائية
– وفقا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عام 2017 من تعداد مصر هناك (4% ) من البنات فى الفئة العمرية 15 – 17 سنة و (11% ) من البنات فى الفئة العمرية 15 – 19 سنة متزوجات حاليا او سبق لهن الزواج
– وطبقا لبيانات المسح الصحى السكانى 2014 هناك 11 % من الفتيات المراهقات من سن 15-19 سنة متزوجات و 7% امهات بالفعل و 4% حامل فى طفلها الاول
– الفتيات بين 15 و 19 سنة يكن أكثر عرضة للوفاة أثناء الولادة بمقدار الضعف مقارنة بالنساء في العشرينات من عمرهن، والفتيات اللاتي تقل أعمارهن عن 15سنة يواجهن خطرًا أكبر بخمس مرات.
– الفتيات الأصغر من 19 سنة أكثر عرضة للإجهاض، ولادة الجنين ميتا أو ولادة أطفال منخفضي وزن.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *