Share Button
بقلم ا.د/إبراهيم محمد مرجونة
أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية-رئيس قسم التاريخ
كلية الآداب بدمنهور

من رباعيات صلاح جاهين:
فى يوم صحيت شاعر براحة وصفا
الهم زال والحزن راح واختفى
خدنى العجب وسئلت روحى سؤال
انا مت ؟؟؟ ولا وصلت للفلسفة… وعجبي
ما معنى “الأفق” ؟ الأفق هو منتهى مد البصر. حينما تقف في مكان مرتفع وتنظر بعينيك نظرة بعيدة ،وقتها تري الأفق. ولكن ماذا تري في الأفق ؟
تختلف نظرة البشر للأفق، فمنهم من يراه معتم كأنه حائط سد منيع يقف ليحجب النور ويحجب ضوء الشمس. ومنهم من يراه بداية للنور وقفزة إلي ما وراء الظلام وعليه أن يتخطاه وأعلي؛ كي يقشع عن عالمه العتمة ويري شعاع الشمس ويرفع ستار الظلام.
ترى؟هل المراد بالأفق هنا منتهى مد البصر أم ماذا؟!!
المراد بالأفق هنا تلك النظرة التفاؤلية التي يراها المتفائل حينما ينظر إلي أحلامه البعيدة وطموحاته العديدة ويتخطى بنظرته حاجز الزمان والمكان مبتسما يحدوه الأمل وتدفعه نفسه الوثابة لتحقيق أحلامه والوصول إلي مبتغاه، والأعظم من هذا أن هناك أشخاص يقودهم الأفق أو قل التفاؤل إلي هدف رغم أنهم اعتقدوا مخطئين أنهم بلا هدف بلا حياة.
ولكن الأفق هو ما دفع الإنسان إلي الوادي بعدما جفت حوله الحياة ليقيم بتفاؤله أعظم حضارة عرفتها البشرية. الأفق هو ما دفع العلم والعلماء نحو التقدم والرقي، فماذا دفع “أديسون “للمكوث في الظلمة سنوات سوي تطلعه للأفق وبحثه عن النور ونظرته للمستقبل..فماذا سنجني من الحياة التى يعروها اليأس سوي اليأس. فقد قال الشاعر:
فما انتفاع أخ الدنيا بناظره إذا استوت عنده الأنوار والظلم.
وقد حثنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم علي الحياة حين قال “اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا،واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا”صدق رسولنا الكريم.
فعلينا جميعا أن نغير نظرتنا للأمور ونتفاءل. فمن أراد النجاح فعليه بالتفاؤل فهو مفتاح الإصرار والإرادة والعزيمة. التفاؤل هو خط وهمى كخطوط الطول لكنه ينظم حياتنا وبه تقاس إنجازاتها، فعلينا أن نتحلي بالشجاعة لمواجهة أقدارنا دون الوقوف علي الطلال بل دعونا نجعل انكساراتنا انتصار، فحينما انكسرت طبقات الأرض وتصدعت لم تعلن نهاية الحياة عليها،بل كانت ولا زالت وستبقي منبع الحياة ومنبع الأمل، فكن كالأرض حينما تنكسر تخرج أجمل ما فيها.
وفي النهاية أدعوكم وأدعو نفسي للحياة وللتفاؤل..من أجل الحياة..من أجل الابتسامة.. من أجل قلوبنا.غاية القول: قم بواجبك وأكثر قليلاً وسيأتي المستقبل من تلقاء نفسه.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *