Share Button

كتب /أيمن بحر
تحول شرق البحر الأبيض المتوسط ​إلى بؤرة توتر في الآونة الأخيرة لا سيما بين تركيا واليونان على إثر استمرار أنقرة في التنقيب عن موارد للطاقة في مناطق بحرية حدودية مع أثينا.

وذكرت مجلة التايم الأميركية في تحليل مطول أنه منذ تصاعد التوتر في منتصف أغسطس الجاري شكل التنقيب التركي عن الغاز في شرق المتوسط عود ثقاب حذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من أن أي شرارة صغيرة قد تؤدي إلى اشتعاله وتدفع إلى كارثة

ودفع ذلك تركيا للإعلان عن مناورات عسكرية بالذخيرة الحية ستُجرى قبالة الساحل الشمالي لقبرص الأسبوع المقبل حيث تخطط اليونان أيضا لمناورات بحرية مع فرنسا وقبرص وإيطاليا.

وبالفعل يبدو أن أنقرة تتحين الفرصة لإشعال الشرارة مع استخدامها لكلمة الحرب ضمن خطابها العدائي تجاه اليونان.

وهدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو السبت بشن حرب على اليونان مما يرفع التوتر الحالي بين البلدين إلى مستوى غير مسبوق.

وقال جاويش أوغلو بحسب ما نقلت عنه وكالة الأناضول الرسمية: لا يمكن لليونان توسيع حدود مياهها الإقليمية إلى 12 ميلا في بحر إيجة فهذا سبب للحرب

وكان نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي قد هدد في وقت سابق اليونان بالأمر نفسه.

وقال أقطاي في تصريحات صحفية إنه إذا لم تكن محاولات أثينا توسيع مياهها الإقليمية سببا للحرب فما هو السبب؟

تمتد جذور العداء اليوناني التركي إلى ما قبل إنشاء الجمهورية التركية الحديثة. لكن على مدار نصف العقد الماضي تركزت أخطر النزاعات حول وضع قبرص.

فقد أدى الغزو التركي للجزيرة في عام 1974 والذي نجم عن انقلاب عسكري مدعوم من اليونان إلى احتلال القوات التركية للثلث الشمالي للجزيرة ونزوح القبارصة اليونانيين من المنطقة.

تصاعدت التوترات بين اليونان وتركيا منذ ذلك الحين وفي عام 1996 اقترب البلدان من الحرب على جزيرتين غير مأهولتين في بحر إيجه بالقرب من الساحل الغربي لتركيا.

وتعتبر تركيا أي صفقات توقعها قبرص بشأن استغلال الطاقة غير قانونية ما لم تشارك جمهورية شمال قبرص التركية فيها. في المقابل تعتبر اليونان التنقيب التركي عن الغاز بالقرب من قبرص غير قانوني.يعد تدفق المهاجرين عامل توتر آخر بين اليونان وتركيا. إذ تستضيف تركيا ما يقرب من 4 ملايين مهاجر ولاجئ كجزء من اتفاق عام 2016 مع الاتحاد الأوروبي.

وفي فبراير الماضي نفذ أردوغان تهديده بـ فتح البوابات للسماح لعشرات الآلاف من طالبي اللجوء بالعبور إلى اليونان مما أثار رد فعل غاضب من أثينا كما اتهم الاتحاد الأوروبي أنقرة باستخدام المهاجرين كأداة للمساومة.

توترت العلاقات أكثر في يوليو الماضي بسبب تحويل متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد وقد أدى ذلك إلى إحياء نزاع دام قرونا حول أحد أكثر المباني الدينية في العالم وأثار غضب روسيا واليونان وهما مركزا المسيحية الأرثوذكسية.

وقب أيام اتهم وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتطوير استراتيجية عثمانية جديدة في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​كجزء من محاولة تنفيذ أهداف توسعية ضد الجيران والحلفاء في نوفمبر الماضي وقعت تركيا اتفاقًا بحريًا مع الحكومة الليبية في طرابلس يسمح بتوسيع عمليات الحفر التركية في شرق البحر المتوسط.

لكن هذا الاتفاق أدى إلى تدخل تركيا عسكريًا في ليبيا لدعم الميليشيات المسلحة في طرابلس. وكما هو الحال في شمال غرب سوريا برزت روسيا وتركيا بوصفهما قوتين في ساحة المعركة داخل ليبيا.

وفي وقت سابق من أغسطس أرسل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -الذي وصف التوغل التركي في ليبيا بأنه إجرامي طائرتين مقاتلتين من طراز رافال وفرقاطة بحرية لدعم اليونان.

واتخذت فرنسا إلى جانب اليونان وقبرص موقفًا متشددًا ضد تركيا مقارنة بالنهج الأكثر تصالحية الذي يفضله الاتحاد الأوروبي خصوصا من دول مثل ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا.

في غضون ذلك وقعت مصر قبل أسابيع اتفاقية مع اليونان بشأن تطوير منطقة اقتصادية بحرية مشتركة وقد أقر البرلمان اليوناني هذه الاتفاقية

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *