Share Button

بقلم / محمــــد الدكــــرورى

هي أم المساكين ، زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو الهلالية العامرية ذات النسب الأصيل والمنزلة العظيمة ، فأمها هي هند بنت عوف بن الحارث بن حماطة الحميرية ، وأخواتها لأبيها وأمها هن أم الفضل ، أم بني العباس بن عبد المطلب ، ولبابة ، أم خالد بن الوليد ، وأختها لأمها هى ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين .

وقد قامت السيدة زينب بنت خزيمة رضي الله عنها ، بدَوْرٍ بارز مع نساء المسلمين في موقعة بدر، في خدمة الجرحى وتضميدهم، وتقديم الطعام والماء لهم، وقد استشهد زوجها عبد الله بن جحش ، في غزوة أُحد .

وسُميت بأم المساكين، لرحمتها بالمساكين وعطفها عليهم، فكانت تطعمهم وتكسوهم وتساعدهم ، لُقبت بهذا اللقب في الجاهلية واستمر معها في الإسلام فقد استمر عطاؤها على الفقراء والأيتام إلى أن لاقت ربها ، وكانت السيدة زينب من أرق الأفئدة التي انشرح قلبها للإسلام وكانت من أوائل المسلمات وكانت زوجة لرجل مسلم مؤمن مات شهيداً ، وهو عبيدة بن حارث بن عبد المطلب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد اختلفوا فيمن كان زوجها قبل النبي صلى الله عليه وسلم ، فقيل إنها كانت عند الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف رضي الله عنه ثم طلقها ، وقيل : إنها كانت عند ابن عمّها جهم بن عمرو بن الحارث الهلالي ثم عند عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه والذي استشهد في بدر .

وأقرب الأقوال في زواجها أنها كانت تحت عبد الله بن جحش رضي الله عنه ، ثم تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة زوجها يوم أحد ، والذي يهمّنا أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوّجها مواساة لها فيما أصابها من فقدها لأزواجها ، ومكافأة لها على صلاحها وتقواها ، وكان زواجه صلى الله عليه وسلم بها في رمضان من السنة الثالثة للهجرة بعد زواجه بحفصة رضي الله عنها ، وقبل زواجه بميمونة بنت الحارث .

وهى أم المساكين ، السيدة زينب بنت خزيمة ، رضى الله عنها ، أكرمها اللَّه عز وجل بالزواج من رسوله صلى الله عليه وسلم، وجعلها فى كنفه وإلى جواره، وكفى بها كرامة، وهى خامس أزواج النبى عليه الصلاة والسلام، وقد كانت قبل زواجها من النبى صلى الله عليه وسلم متزوجة من عبدالله بن جحش، الذى قُتل فى يوم أُحد .

وقيل فى روايات إنّها كانت رضى الله عنها مُتزوّجة من الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، ثم خلف عليها أخوه عبيد بن الحارث، وتزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد زواجه من أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضى الله عنها، وزوّجه إياها عمّها قبيصة بن عمرو الهلالى، وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم كمهر لها، وقد كان ذلك فى شهر رمضان من السنّة الثالثة للهجرة.

وكانت السيدة عائشة وحفصة أسبق من السيدة زينب فى دخول البيت النبوى الطاهر، ولكنها لم تشعر بالغيرة نحوهم، ولم تشغل بالها بالغيرة والمنافسة الدنيوية، فكانت تحب الخير، وتشعر بسعادة كبيرة فى العطف على المساكين والإحسان إليهم، لذا سميت بأم المساكين.

وقد كنيت بهذه الكنية فى الجاهلية، حيث عرفت واشتهرت بالإنفاق والكرم على الفقراء والمساكين، والعطف عليهم والرأفة بهم، وبعد دخولها الإسلام زاد حنانها وتصدقها عليهم، فكانت رضى الله عنها لا يأتيها دينار ولا درهم إلا أنفقته على الفقراء والمساكين، وعلى إطعامهم وكسوتهم.

وذكر أنها كانت تبذل قصارى جهدها فى رعاية الأيتام والأرامل، وتفقد شؤونهم، ورعايتهم، وقضاء حوائجهم ، وقد أقامت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية أشهر، وقيل فى رواية إنّها أقامت عنده شهرين أو ثلاثة، ثمّ توفّاها الله سبحانه وتعالى فى ربيع الآخر من السنة الرابعة للهجرة .

وقد رقدت في سلام كما عاشت في سلام، وكانت السيدة زينب على علاقة جيدة بكل من حولها وبكل زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فلم يذكرها أحد إلا بالخير، فقد كانت مثالاً للمرأة المؤمنة التي لا تشغل نفسها بالقيل والقال، ولا تدخل نفسها في الصراعات أو المشكلات بل كانت تشغل نفسها بالعبادة والتصدق والعطاء والتخفيف عن المحزونين .

وقد ذكر الإمام الواقدى كذلك أنّ عُمرها كان حينها ثلاثين سنة، صلَّى عليها النبى صلى الله عليه وسلم ودفنها بالبقيع فى شهر ربيع الآخر 4 هـ، فكانت أول من دفن فيه من أمهات المؤمنين، ولم يمت منهن أى أمهات المؤمنين ، فى حياته غير خديجة بنت خويلد أم المؤمنين الأولى ومدفنها بالحجون فى مكة، وحينما توفيت تجددت أحزان النبى صلى الله عليه وسلم وتذكر بموتها موت خديجة ، رضى الله عنها ، سيدة نساء العالمين .

ولم تلبث زينب رضي الله عنها طويلاً في بيت النبوة ، فقد توفيت في ربيع الآخر سنة أربع للهجرة عن عمر جاوز الثلاثين عاماً ، بعد أن قضت ثمانية أشهر مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد صلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنها بالبقيع ، وبذلك تكون ثاني زوجاته به لحوقاً بعد خديجة بنت خويلد ، فرضي الله عنها وعن جميع أمهات المؤمنين .

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *