بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن أئمة الإسلام والمسلمين والذي كان من بينهم الإمام الخراشي وهو الإمام الشيخ أبو عبد الله محمد بن جمال الدين عبد الله بن علي الخرشي المالكي، وكان الشيخ واسع العلم متنوع الثقافة، وخاصة في تفسير القرآن الكريم، وفي الفقه على مذهب الإمام مالك بن أنس، لذا ترك مكتبة عربية وإسلامية ثرية بمؤلفاته التي امتلأت باللآلئ والجواهر، قلما يوجد لها مثيل، ومن كتبه هي رسالة في البسملة، وهو شرح لهذه الآية الكريمة، والشرح الكبير على متن خليل، في فقه المالكية، في ثمانية مجلدات، والشرح الصغير لمختصر خليل على متن خليل أيضا، في أربعة مجلدات، ومنتهى الرغبة في حل ألفاظ النخبة، وهو شرح لكتاب نخبة الفكر للعلامة ابن حجر العسقلاني.
في مصطلح الحديث، والفرائد السنية في حل ألفاظ السنوسية في التوحيد، والأنوار القدسية في الفرائد الخراشية، وهو شرح للعقيدة السنوسية الصغري، المسماة أم البراهين، وحاشية على شرح الشيخ على إيساغوجي في المنطق، وهو من أشهر كتب المنطق، وكان من تلاميذ الشيخ الخرشي الشيوخ أحمد اللقاني، ومحمد الزرقاني، وعلي اللقاني، وشمس الدين اللقاني، وداود اللقاني، ومحمد النفراوي، وأحمد النفراوي، والشبراخيتي، وأحمد الفيومي، وعبد الباقي القليني الذي تولى مشيخة الأزهر وأصبح رابع المشايخ وإبراهيم بن موسى الفيومي، سادس مشايخ الأزهر، وأحمد المشرفي، والشيخ علي المجدولي، والشيخ أبو حامد الدمياطي، والعلامة شمس الدين البصير السكندري.
وأبو العباس الديربي صاحب المؤلفات القيمة والعديدة، وتتلمذ على يديه الشيخ إبراهيم بن موسى الفيومي الذي أصبح شيخا للأزهر، وقال عنه الشيخ علي الصعيدي العدوي المالكي في حاشيته التي جعلها على شرحه الصغير لمتن خليل، هو العلامة الإمام والقدوة الهمام، شيخ المالكية شرقا وغربا، قدوة السالكين عجما وعربا، مربي المريدين، كهف السالكين، سيدي أبو عبد الله بن علي الخراشي، وانتهت إليه الرياسة في مصر حتى إنه لم يبقي بها في آخر عمره إلا طلبته، وطلبة طلبته، وكان متواضعا عفيفا، واسع الخلق، كثير الأدب والحياء، كريم النفس، جميل المعاشرة، حلو الكلام، كثير الشفاعات عند الأمراء وغيرهم، مهيب المنظر، دائم الطهارة، كثير الصمت، كثير الصيام والقيام، زاهدا، ورعا.
متقشفا في مأكله وملبسه ومفرشه وأمور حياته، وكان لا يصلي الفجر صيفا ولا شتاء إلا بالجامع الأزهر، ويقضي بعض مصالحه من السوق بيده، وكذلك مصلحة بيته في منزله، ويقول عنه من عاشره ما ضبطنا عليه ساعة هو فيها غافل عن مصالح دينه أو دنياه، وكان إذا دخل منزله يتعمم بشملة صوف بيضاء، وكان لا يمل في درسه من سؤال سائل، لازم القراءة لا سيما بعد شيخه البرهان اللقاني، وأبي الضياء علي الأجهوري، وكان يقسم متن خليل في فقه المالكية إلى نصفين، نصف يقرؤه بعد الظهر عند المنبر كتلاوة القرآن، ويقرأ نصفه الثاني في اليوم التالي.