Share Button
الدكروري يكتب عن أعلم الصحابة بالفرائض
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت كتب السيرة النبوية الكثير والكثير عن الصحابي الجليل زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد الأنصاري الخزرجي، وقيل أنه كان أعلم الصحابة رضي الله عنهم بالفرائض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أفرضُكم زيد ” وهو زيد بن ثابت بن الضّحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة، من المدينة النبوية، وكانت زوجته هى السيدة أم العلاء الأنصارية وهى والدة ابنه خارجة بن زيد بن ثابت، وكان يوم قدم رسول الله المدينة كان يتيما فوالده توفي يوم بعاث وعُمره كان لا يتجاوز إحدى عشرة سنة، وأسلم مع أهله وباركه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالدعاء، وكان زيد مثقفا وتفوق في العلم والحكمة، وحين بدأ الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
في إبلاغ دعوته للعالم الخارجي، وإرسال كتبه لملوك الأرض وقياصرتها، أمر زيدا أن يتعلم بعض لغاتهم فتعلمها في وقت وجيز، يقول زيد ” أتى بى النبى صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة، فقيل هذا من بني النجار، وقد قرأ سبع عشرة سورة، فقرأت عليه فأعجبه ذلك، فقال ” تعلم كتاب يهود، فإنى ما آمنهم على كتابي ” ففعلت، فما مضى لي نصف شهر حتى حذقته، فكنت أكتب له إليهم، وإذا كتبوا إليه قرأت له” ثم طلب إليه النبي صلى الله عليه وسلم، أن يتعلم السريانية، فتعلمها في سبعة عشر يوما، وكان يتابع وحي القرآن حفظا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم كل مانزل الوحي عليه، بعث إلى زيد فكتبه، وهكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عنه ” أفرض أمتي زيد بن ثابت “
وقد روى الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحدث عنه أبو هريرة، وابن عباس، وقرأ عليه، وابن عمر، وأبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وسهل بن سعد، وأبو أمامة بن سهل، وعبد الله بن يزيد الخطمي، ومروان بن الحكم، وسعيد بن المسيب، وقبيصة بن ذؤيب وابناه، الفقيه خارجة، وسليمان، وأبان بن عثمان، وعطاء بن يسار وأخوه سليمان بن يسار، وعبيد بن السباق، والقاسم بن محمد، وعروة، وحجر المدري، وطاووس، وبسر بن سعيد، وخلق كثير، وتلا عليه ابن عباس، وأبو عبد الرحمن السلمي، وغير واحد، وكان من حملة الحجة، وكان عمر بن الخطاب يستخلفه إذا حج على المدينة، فهو الفقيه والمفوه وأكثر الصحابة علما بالفرائض، زهد الدنيا وتفرغ للقضاء وجمع القرآن.
إضافة إلى مشاركته فى العديد من الغزوات التى شهدهها مع رسول ألله صلى الله عليه وسلم، ولقبوه بالقاضى الزاهد لشدة ورعه والتزامه بتطبيق العدل، وحرصه على جمع القرأن الكريم بحرص شديد، وبعد مجيء الإسلام، وبعد أن مكن الله لهذا الدين، كان لازما وحتما أن يكون لهذا الدين، نظام اجتماعى عادل يحتكم إليه المجتمع، ويحتمى به من بطش الظالمين والمعتدين، فكان ثمرة الإسلام هو أن غلغل العدل فى نفوسهم فأظهروه فى أحكامهم، وفقهوا واقع الناس وملابسات الحوادث فأسهموا فى إعادة الحقوق إلى أصحابها فى أقرب وقت، فهم نماذج مضيئة لقضاة اليوم من أبناء الإسلام فى أى مكان، وعليهم الأخذ بسننهم والاقتداء بأحكامهم، ليتحقق العدل على أيديهم، ويسود الأمن والأمان للناس فى وجودهم، وتسعد الدنيا بهم.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *