Share Button

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، واللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه اجمعين وسلم تسليما كبيرا، الذي كانت حياته صلى الله عليه وسلم كلها رحمة، شملت الصغير والكبير، والمؤمن والكافر، بل حتى البهائم التي لا تعقل، وهو القائل صلى الله عليه وسلم ” الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” رواه أبو داود، ومن عجيب صور الرحمة بالحيوان في هدي النبي صلى الله عليه وسلم هو تحريم لعنه إياه، فعن أبي برزة رضي الله عنه قال كانت ‏راحلة ‏ ‏أو ناقة أو بعير ‏عليها بعض متاع القوم وعليها ‏جارية، ‏فأخذوا بين جبلين فتضايق بهم الطريق، فأبصرت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

فقالت ‏حل،‏ ‏حل، ‏‏اللهم العنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” ‏من صاحب هذه ‏ ‏الجارية؟‏ ‏لا تصحبنا ‏‏راحلة ‏أو ناقة أو بعير عليها من لعنة الله تبارك وتعالى” رواه أحمد، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا أضجع شاة وهو يحد شفرته، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ” أتريد أن تميتها موتات، هلا أحددت شفرتك قبل أن تضجعها ” رواه الحاكم، وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من رحم ولو ذبيحة عصفور، رحمه الله يوم القيامة” رواه الطبراني، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه اجمعين وسلم تسليما كبيرا، أما بعد فإن الزنا واحدة من أكبر وأبشع الجرائم المقترفة والموجبة لغضب الله تعالى في الدنيا ومضاعفة العذاب في الآخرة، ويطلق عليها اسم الفحشاء.

 

ويقصد بها إقامة العلاقة الجنسية الكاملة بين الرجل والمرأة دون زواج شرعي برضا الطرفين، وتعتبر فاحشة الزنا من الفواحش والأفعال المحرمة والمجرّمة في جميع الأديان فقد جاء تحريمها في الديانات السماوية الإسلام والمسيحية واليهودية، تحريما مغلظا كما حُرمت في الديانتين الهندوسية والبوذية على الرغم من ظهور العديد من الأصوات المنادية بتخفيف النظرة التحريمية للزنا واستبدال هذا المصطلح بآخر وهو العلاقة الجنسية خارج إطار الزواج، ويعد تساؤل لماذا حرم الله الزنا تساؤلا منطقيا ومشروعا في ظل تغليظ العقوبة في الدنيا والآخرة، لمرتكب هذا الفعل الشائن، وقبل معرفة لماذا حرم الله الزنا يتوجب على المسلم الامتثال لأمر الله سواء أدرك الحكمة منه أم لم يدركه، فلماذا حرم الله الزنا؟

 

وأنه تكمن الحكمة في ذلك التحريم في التماشي مع الفطرة الإنسانية السليمة والقائمة على الميل إلى الحلال والغيرة على العرض، وحفظ الأنساب من الاختلاط وإدخال من ليس من صلب العائلة فيها بحيث يصبح له سائر الحقوق كالنسب والميراث وغيرهاوأيضا الحفاظ على البيت المسلم من الدمار والضياع وتشتت شمل العائلة وضياع الأبناء حين يأتي الزوج أو الزوجة بهذا الفعل الشنيع، وكذلك الحدّ من انتشار الأمراض المنتقلة عن طريق الممارسة الجنسية والناتجة عن تعدد الشركاء كالإيدز ومرض الزهري والسيلان وغيرها من الأمراض الفتاكة، إذ يعد الإيدز المنتشر بكثرة في دول العالم والنامية والفقيرة على وجه التحديد رابع المسببات الرئيسية للوفاة حول العالم وأيضا الحد من انتشار الجرائم المترتبة على فعل الزنا.

 

والمعروفة في عرف الناس والقانون بجرائم الشرف، وكذلك صيانة كرامة المرأة من الهدر بحيث لا تكن سلعة رخيصة سهلة المنال لكل طامع، وأيضا الحد من ظاهرة الأطفال اللقطاء المتروكين في الشوارع العامة والحدائق وقرب دور العبادة للتقليل من معاناتهم الناجمة عن رفض المجتمع لهم، وكذلك الوقاية من الوقوع في الزنا.

Share Button

By ahram masr

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *