Share Button
الدكروري يكتب عن أمنية الرسول القبلة إلي البيت
بقلم / محمـــد الدكـــروري
عندما هاجر رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلي المدينة وبعد مرو الأشهر والأعوام فكان يقلب وجهه في السماء وكأنه ينتظر أمر الله سبحانه وتعالى، فقد كان يكنه في صدره صلى الله عليه وسلم وكل ما كان منه هو النظر وتقليب وجهه في السماء انتظارا واشتياقا لمنة الله تعالى ذلك، فعن البراء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، ولقد استجاب الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وحقق الله رجاءه، وما ذلك إلا لعظيم مكانته عند ربه، قال الله تعالى ” قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها” فهو صلى الله عليه وسلم الذي شرح الله له صدره، ووضع عنه وزره، ورفع له ذكره.
وجعل الذلة والصغار على مَن خالف أمره، وأقسم بحياته في كتابه المبين، وقرن اسمه باسمه فإذا ذكر إسمه تعالي ذكر إسمه صلي الله عليه وسلم معه كما في الخطب والتشهد والتأذين، وافترض على العباد طاعته ومحبته والقيام بحقوقه، وسد الطرق كلها إليه وإلى جنته فلم يفتح لأحد إلا من طريقه، فهو الميزان الراجح الذي على أخلاقه وأقواله وأعماله توزن الأخلاق والأقوال والأعمال، والفرقان المبين الذي باتباعه يميز أهل الهدى من أهل الضلال، وقد أخبر الله تبارك وتعالى بما سيقوله اليهود عند تحوّل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، قبل وقوع الأمر بالتحويل، ولهذا دلالته، فهو يدل على صدق نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ هو أمر غيبي، فأخبر عنه صلى الله عليه وسلم بآيات قرآنية قبل وقوعه ثم وقع.
وإن للأمة الإسلامية مكانة عظيمة بين الأمم منها أنها الأمة الوسط فقد قال تعالى ” وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا” ويقول ابن كثير في تفسيره إنما حولناكم إلى قبلة إبراهيم عليه السلام، واخترناها لكم لنجعلكم خيار الأمم، لتكونوا يوم القيامة شهداء على الأمم لأن الجميع معترفون لكم بالفضل، فهذه الأمة هي الأمة الوسط في التصور والاعتقاد، وفي التفكير والشعور في التنظيم والتنسيق، في الارتباطات والعلاقات، وحتى في المكان في سُرة الأرض وأوسط بقاعها، ومنها إنها أعظم الأمم وأسبقها فضلا، فقال الله تعالى، كما جاء في سورة آل عمران ” كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله”
وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يدعى نوح يوم القيامة، فيقال له هل بلغت؟ فيقول نعم، فيدعى قومه فيقال لهم هل بلغكم؟ فيقولون ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد، فيقال لنوح من يشهد لك؟ فيقول محمد وأمته” قال فذلك قوله تعالي ” وكذلك جعلناكم أمة وسطا” رواه احمد.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *