Share Button
الدكروري يكتب عن أهل مكة تبايع النبي بعد الفتح
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر الإسلامية وكتب السيرة النبوية الشريفة عن فتح مكه، أن النبي صلي الله عليه وسلم بعد أن فتح مكه، ثم جاءه أهل مكة ليعلنوا إسلامهم، صغارا وكبارا، رجالا ونساء، فجلس لهم على جبل الصفا، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه، يجلس أسفل من مجلسه، يأخذ على الناس، وبايعوه على السمع والطاعة لله ولرسوله، وجاء بينهم أبو قحافة، أبو أبي بكر الصديق وكان شيخا كبيرا، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” هلا تركتم الشيخ حتى جئت إليه أنا في بيته ” ثم أجلسه بين يديه ومسح صدره، احتراما لسنه، فتقدير كبار السن واحترامهم والاهتمام بهم ورعايتهم من أسمى تعاليم الإسلام، ولما فرغ صلى الله عليه وسلم من بيعة من أسلم من رجال مكة اجتمعت عليه النساء ليبايعوه.
وجاء نسوة من نساء قريش فيهن هند بنت عتبة، زوجة أبي سفيان بن حرب، منتقبة متنكرة لكي لا يعرفها أحد، لأن رسول الله صلي الله عليه وسلم، قد أمر بقتلها عند الفتح، لما فعلته بجثمان عمه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، يوم أحد، فلما دنون منه يبايعنه قال صلى اللّه عليه وسلم ” بايعنني على أن لا تشركن بالله شيئا ولا تسرقن ” فقاطعته هند قائلة “والله إن كنت لأصيب من مال أبي سفيان الهنة والهنة، وما أدري أكان ذلك حلالا أم حرام، فقال أبو سفيان وكان شاهدا لما تقول أما ما أصبت فيما مضى فأنت منه في حل وعفا الله عنك، فقال رسول الله” وإنك لهند بنت عتبة ” ؟ فقالت أنا هند بنت عتبة، فاعف عما سلف عفا الله عنك، فما أن قال صلى الله عله وسلم عفوت عنك حتى قالت.
” يا رسول الله، ما كان مما على ظهر الأرض أحد أحب إلي أن يذلوا من أهلك، ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض أحد أحب إلي أن يعزوا من أهل خبائك ” وما قالت ذلك إلا لما رأته من عظمة أخلاقه، ثم أكمل صلى الله عليه أخذ البيعة من هؤلاء النسوة، فقال ولا تزنين، فقالت هند متعجبة يا رسول الله هل تزني الحرة ؟ فالمرأة الشريفة ذات الأصل العريق لا يمكن أن تقدم على الزنا وإن كانت كافرة، ذلك لأنها قبل أن تقدم تلك الفعلة الشنعاء تفكر كثيرا في سمعة أهلها، وما يلحقهم من عار بسبب ذلك، كما أن الناس ذوي الحسب الرفيع، دائما يحرصون على تربية بناتهم على بغض خلق التبذل والوقع في الفاحشة وإن كانوا غير مسلمين، ثم قال صلى الله عليه وسلم.
” ولا تقتلن أولادكن،ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن ولا تعصينني في معروف ” فلما أقررن بما قال لهن استغفر لهن، ولم يصافحهن كما كان يفعل مع الرجال عند البيعة،لأنه صلى الله عليه وسلم كان لا يصافح النساء، ولا يمس امرأة ولا تمسه امرأة إلا أزواجه وقريباته، ممن يحرم عليه الزواج بهن، وبعد ذلك أمر مناديا ينادي بمكة من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع في بيته صنما إلا كسره، فكسرت الأصنام التي كانت في بيوتهم جميعها، والأصنام التي كانت حول الكعبة، كما بعث رسول الله صلي الله عليه وسلم سرايا لكسر الأصنام المنتشرة حول مكة، وطهرت بذلك مكة من الأوثان والأصنام، وكل ما يعبد من دون الله تعالى، وصارت العاصمة المقدسة الأولى عند المسلمين.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *