Share Button

الدكروري يكتب عن الصلاة راحة المؤمن
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن صلاة الظهر تأتي وسط النهار بعد ساعات من العمل في الصباح، فتزيل التوتر الناتج عن كثرة العمل أو طبيعته، لأن الصلاة راحة المؤمن، فيرتاح الموظفون والعمال بصلاة الظهر جسديا بعد ساعات من العمل، كما يرتاحون ذهنيا بإفراغ شحنات التوتر والقلق التي اختزنوها أثناء عملهم وهذا أمر يعرفه أهل صلاة الظهر، فصدورهم بعد الصلاة أكثر راحة وانشراحا عما كانوا عليه قبلها، ويجدون في أنفسهم نشاطا وإقبالا على العمل من جديد، وهذا، وإن من الناس من يتهاون في صلاة الظهر، فمنهم من ينهمك في عمل أو في اجتماع ويضيع الجماعة في المسجد أو في مصلى وظيفته، وكان بإمكانه أن يتوقف عن عمله، ويقطع اجتماعه إلى ما بعد الصلاة، وذلك خير له وأزكى فقال الله عز وجل فى كتابه الكريم.

“قد أفلح من تزكى، وذكر اسم ربه فصلى” وأما عن عدد ركعات سنة الظهر، فهى ركعتان قبلها وركعتان بعدها، وورد كذلك أنه يصلي أربعا قبلها وركعتين بعدها، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال ” حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ركعات، وهم ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها ” إلى آخر الحديث وهو حديث متفق عليه، وعن السيده عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ” كان لا يدع أربعا قبل الظهر وركعتين قبل الغداة ” رواه البخاري، ولا ينافي هذا الحديث حديث ابن عمر في قوله ركعتين قبل الظهر، لأن هذه زيادة علمتها السيده عائشة رضي الله عنها، ولم يعلمها ابن عمر، والله أعلم، وإنه لا شك أن الأمور تعرف بمقاييسها، ومدى صلاحها من فسادها، وقوتها من ضعفها.

وعلوها من سفلييها، وإن أمر الإيمان لدى المسلم لمعرفة قوته من ضعفه، ومن اضمحلاله من فقده، ويعرف بمقاييس الأعمال والأقوال والمطالب الشرعية فبناءا على ذلك، فإن كل مسلم يعرف من نفسه ما لا يعرفه غيره، وما هي إلا موازين متى ثقلت به كفتها الى الخير فهو من أهل الخير، فيقول الله تعالى “ومن خفت موازينه فألئك الذين خسروا أنفسهم” وإن أعظم المقاييس الشرعية، هى مقياس الصلاة، ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم، بقية الأعمال قبولها من عدمه مترتب على قبول الصلاة من عدمه، فقال صلى الله عليه وسلم ” إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر ” فإن انتقص من فريضته شيء قال الله عز وجل.

” انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك ” رواه الترمذي والنسائي، وأما عن صلاة العصر، فهي الصلاة المفروضة الثالثة في اليوم وهي صلاة سرية كصلاة الظهر، وعدد ركعاتها أربع ركعات، وقد أختلف العلماء في المراد يقول الله تعالي “حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين” فما هي الصلاة الوسطى ؟ حتى أوصلها ابن حجر إلى عشرين قولا، وأقواها قولان هما، إنها العصر، وهو قول الأحناف، وقول بعض المالكية، والشافعية، والحنابلة وداوود وابن حزم، وهو قول بعض الصحابة والتابعين، وصححه المصنف، والقول الثاني، إنها الصبح، وهذا قول مالك وأهل المدينة، وقول الشافعى وجمهور أصحابه.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *