Share Button

 


بقلم / محمـــد الدكـــروري

من ملوك بني إسرائيل هو الملك رحبعام بن نبي الله سليمان عليه السلام وقد ذكر اسمه فى سلسلة نسب الرب يسوع، وقيل أنه كما ذكرت المصادر التاريخية عنه ويا للأسف، قال الكتاب عنه ” وعمل الشر لأنه لم يهيئ قلبه لطلب الرب” وقيل إن رحبعام كان أحمق متغطرسا احتقر عبادة الله فقلده الشعب فى أفعاله الشريرة” وفى بداية شبابه لم تكن له علاقة حقيقية بالله، ولا استناد قلبي عليه، ولم يفعل كأبيه سليمان ولا كحفيده يوشيا، فسليمان في باكورة حياته عندما تراءى له الرب قائلا “اسأل ماذا أعطيك؟” قد أقرّ بضعفه وقال له “أنا فتى صغير لا أعلم الخروج والدخول” فأعط عبدك قلبا فهيما لأحكم على شعبك وأميز بين الخير والشر، فحسن الكلام في عيني الرب” ويوشيا إذ كان بعد فتى ستة عشر سنه ابتدأ يطلب إله داود أبيه” أما رحبعام فلم يهيئ قلبه لطلب الرب” 

 

ورحبعام كان له رصيد عظيم من الإرشاد والنصح فيما كتبه أبوه، خاصة في سفر الأمثال، وكان يمكنه أن يعرف طريق الحكمة ومخافة الرب وأتيحت له الفرصة ليذكر خالقه في أيام شبابه، ولقد ملك في سن الحادية والأربعين، ولو كان قد عرف الرب منذ حداثته لكان عنده متسع من الوقت ليصبح حكيما، لكنه لم يرغب في هذا الأمر ويبدو أن حياة التقوى وما يصاحبها من حكمة كانت ثقيلة عليه وغير مرغوبة منه فانصرف عنها وتم فيه قول الرب “من يُخطئ عني يضر نفسه” كل مُبغضي يحبون الموت” ولم يستفد رحبعام من مصادر الحكمة المتاحة له؟ لأنه لم يقدرها ولم يطلبها، فنبى الله سليمان يقول ” يا ابني إن دعوت المعرفة، ورفعت صوتك إلى الفهم، إن طلبتها كالفضة، وبحثت عنها كالكنوز، 

 

فحينئذ تفهم مخافة الرب، وتجد معرفة الله، لأن الرب يعطي حكمة، من فمه المعرفة والفهم” وكان عندما أتى كل الشعب إلى رحبعام وعرضوا أمامه معاناتهم قائلين “إن أباك قسّى نيرنا وأما أنت فخفف الآن من عبودية أبيك القاسية ومن نيره الثقيل الذي جعله علينا فنخدمك، وكانوا غير مغالين في طلبهم، بل عبّروا عن استعدادهم لخدمته، وقد طلب رحبعام من الشعب مهلة ثلاثة أيام، وقد استشار رحبعام الشيوخ الذين كانوا يقفون أمام سليمان أبيه وهو حي، فأجابوه بكل ما لديهم من حنكة وخبرة “إن صرت اليوم عبدا لهذا الشعب وخدمتهم وأحببتهم وكلمتهم كلاما حسنا، يكونون لك عبيدا كل الأيام” ولكنه للأسف ترك مشورة الشيوخ واستشار الأحداث الذين نشأوا معه ووقفوا أمامه، فأجابوه هكذا تقول لهم إن خنصريز 

 

وهو الأصبع الأصغر أغلظ من متني أبي وهو حقوي أبي، والآن أبي حملكم نيرا ثقيلا وأنا أزيد على نيركم، وأبي أدبكم بالسياط وأنا أؤدبكم بالعقارب، وكانت العظمة عند الشيوخ تقوم على أساس الخدمة والرفق والحنان والكلمة الطيبة، والشيوخ ولعلهم عاصروا داود وسليمان عليهما السلام، وقد أدركوا الفرق بين الاثنين، فداود كان خادما للشعب وكافح وغامر بحياته من أجله، وتعامل معه باللين والوداعة، لذا أحبه الشعب والتف حوله، وأما سليمان فقد ملأ بطونهم طعاما، لكنه ألهب ظهورهم بالسياط واستعبدهم، أما العظمة عند الشباب فكانت تقوم على التسلط والاستبداد، وهذا نابع من الغرور والكبرياء والثقة المفرطة في الذات.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *