Share Button
الدكروري يكتب عن الوزير القرطبي الحازم أبي الحزم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن أبو الحزم جهور بن محمد بن جهور وهو أحد وزراء الدولة الأموية في الأندلس وأول حكام طائفة قرطبة، وقيل أنه بدأت أنظار القرطبيين تتجه صوب الوزير الحازم المعروف برأيه وحسن تدبيره وصلاح سيرته ليتولى أمور قرطبة بعد طرد الأمويين والحموديين من قرطبة، وهكذا اختير الوزير أبي الحزم بن جهور رئيس الجماعة وكبير قرطبة، اختيارا شرعيا شوريا للاضطلاع بتلك المهمة الخطيرة، وذلك في منتصف ذي الحجة عام ربعمائة واثنين وعشرين من الهجرة، ولبيان حال خلافة هشام المعتد وعزله ويقول ابن عذاري افتتحت بيعته بإجماع وخُتمت بفرقة، وعُقدت برضا وحُلت بكراهية، ومن هذا التاريخ بدأت دولة بني جهور بقرطبة.
وهكذا ينتمي أبو الحزم بن جهور إلى بيت عريق من بيوت الشرف والوزارة في بلاد الأندلس منذ أن دخلها الأمير الأموي عبد الرحمن بن معاوية الملقب بصقر قريش، وظلت في عقبهم إلى أن آلت إليه وفي ولده من بعده، وكان جده يوسف بن بخت بن أبي عبدة من الفرس وهو مولى عبد الملك بن مروان، وكان قد دخل الأندلس مع طالعة بلج بن بشر، وكان من كبار موالي بني أمية في قرطبة قبل دخول عبد الرحمن بن معاوية إليها، ولما دخلها كان من أنصاره، وولي وزارته وحجابته، وكان ذا دين وفضل وخير، كما تولى القيادة والحجابة في عهد هشام الرضي بن عبد الرحمن الداخل ، ومن بعده للحكم الربضي، وظلت الوزارة في عقب يوسف بن بخت بن أبي عبدة الفارسي.
فوليها حفيده عبد الملك بن جهور للأمير عبد الله بن محمد وأمير المؤمنين عبد الرحمن الناصر، وتولى ولده جهور بن عبد الملك الوزارة في عهد الناصر أيضا، كما تولي أبو الوليد محمد بن جهور بن عبد الملك الخزانة لعبد الرحمن الناصر، وولي الوزارة في عهد المنصور بن أبي عامر، ثم تولى أبو الحزم جهور بن محمد بن جهور الكتابة لعبد الرحمن المنصور المعروف بشنجول، وهو آخر من تولي الدولة العامرية، وعاش أبو الحزم جهور الفتنة، وراقب الأحداث والتقلبات التي عانتها الخلافة في قرطبة، حتى آلت لعلي بن حمود الذي استوزره، ثم شهد ما حدث بين يحيى بن علي الحمودي وعمه القاسم بن حمود وتبادل الخلافة بينهما، ثم خروج علي بن حمود من قرطبة إلى مالقة، وكان هو زعيم الثورة القرطبية على بني حمود.
ثم استقدامه هشام المعتد، ثم ثورة أهل قرطبة التي تزعمها على هشام المعتد وطرده هو وبني أمية والمروانية كلهم من قرطبة، وبقيت قرطبة بلا حاكم أو خليفة، وهنا اتجهت أنظار أهل الرأي والمشورة في قرطبة إلى صاحب الزعامة الشعبية وحسن التدابير في الوزارة والحكم، فكان هو أبو الحزم جهور بن محمد فهو كبير الجماعة ورئيس مجلس الشورى وزعيم قرطبة، فأصبح هو رئيس الحكومة القرطبية بإجماع أهلها ورؤسائها وأهل الرأي فيها.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *