Share Button

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الإمام ابن خفيف وهو الشيخ الإمام العارف الفقيه القدوة، ذو الفنون أبو عبد الله محمد بن خفيف بن اسفكشار الضبي الفارسي الشيرازي، شيخ الصوفية، وكان أبو عبد الله من أولاد الأمراء فتزهد حتى قال كنت أجمع الخرق من المزابل وأغسلها وأصلح منه ما ألبسه، ويقول ابن خفيف وبقيت أربعين شهرا أفطر كل ليلة على كف باقلاء، فافتصدت فخرج شبه ماء اللحم، فغشي علي فتحير الفصاد، وقال ما رأيت جسدا بلا دم إلا هذا، وقال ابن باكويه سمعت أبا أحمد الكبير، سمعت ابن خفيف يقول نهبت في البادية وجعت حتى سقطت لي ثمانية أسنان وانتثر شعري ثم وقعت إلى فيد وأقمت بها حتى تماثلت، وحججت ثم مضيت إلى بيت المقدس. 

 

ودخلت الشام فنمت إلى جانب دكان صباغ وبات معي في المسجد رجل به قيام فكان يخرج ويدخل فلما أصبحنا صاح الناس وقالوا نقب دكان الصباغ وسرقت فدخلوا المسجد ورأونا، فقال المبطون لا أدري غير أن هذا كان طول الليل يدخل ويخرج وما خرجت إلا مرة تطهرت، فجروني وضربوني وقالوا تكلم فاعتقدت التسليم فاغتاظوا من سكوتي فحملوني إلى دكان الصباغ وكان أثر رجل اللص في الرماد، فقالوا ضع رجلك فيه، فكان على قدر رجلي، فزادهم غيظا، وجاء الأمير ونصبت القدر وفيها الزيت يغلي وأحضرت السكين ومن يقطع، فرجعت إلى نفسي وإذا هي ساكنة فقلت إن أرادوا قطع يدي سألتهم أن يعفوا عن يميني لأكتب بها وبقي الأمير يهددني ويصول، فنظرت إليه فعرفته. 

 

كان مملوكا لأبي، فكلمني بالعربية وكلمته بالفارسية، فنظر إلي وقال أبو الحسين وبها كنت أكنى في صباي فضحكت فأخذ يلطم برأسه ووجهه واشتغل الناس به، فإذا بضجة وأن اللصوص قد أخذوا، فذهبت والناس ورائي وأنا ملطخ بالدماء، جائع لي أيام لم آكل فرأتني عجوز فقيرة، فقالت ادخل فدخلت ولم يرني الناس وغسلت وجهي ويدي فإذا الأمير قد أقبل يطلبني فدخل ومعه جماعة وجر من منطقته سكينا، وحلف بالله إن أمسكني أحد لأقتلن نفسي وضرب بيده رأسه ووجهه مائة صفعة حتى منعته أنا ثم اعتذر وجهد بي أن أقبل شيئا فأبيت وهربت ليومي فحدثت بعض المشايخ فقال هذا عقوبة انفرادك، فما دخلت بلدا فيه فقراء إلا قصدتهم، وقال ابن باكويه سمعت ابن خفيف وقد سأله قاسم الإصطخري عن الأشعري؟ 

 

فقال كنت مرة بالبصرة جالسا مع عمرو بن علويه على ساجة في سفينة نتذاكر في شيء، فإذا بأبي الحسن الأشعري قد عبر وسلم علينا وجلس فقال عبرت عليكم أمس في الجامع فرأيتكم تتكلمون في شيء عرفت الألفاظ ولم أعرف المغزى، فأحب أن تعيدوها علي، قلت وفي أي شيء كنا ؟ قال في سؤال إبراهيم عليه السلام رب أرني كيف تحيي الموتى وسؤال موسى عليه السلام رب أرني أنظر إليك فقلت نعم، قلنا إن سؤال إبراهيم هو سؤال موسى إلا أن سؤال إبراهيم سؤال متمكن وسؤال موسى سؤال صاحب غلبة وهيجان، فكان تصريحا وسؤال إبراهيم كان تعريضا وذلك أنه قال أرني كيف تحيي الموتى فأراه كيفية المحيى ولم يره كيفية الإحياء، لأن الإحياء صفته تعالى والمحيى قدرته.

 

فأجابه إشارة كما سأله إشارة إلا أنه قال في الآخر “واعلم أن الله عزيز” فالعزيز هو المنيع، فقال أبو الحسن هذا كلام صحيح ثم إني مشيت مع أبي الحسن وسمعت مناظرته وتعجبت من حسن مناظرته حين أجابهم.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *