Share Button

الدكروري يكتب عن سيقول السفاء من الناس
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن القرآن الكريم هو في الحقيقة بمثابة الروح للجسد والنور للهداية، فمن لم يقرأ القرآن ولم يعمل به فما هو بحيّ وإن تكلم أو عمل أو غدا أو راح، بل هو ميت الأحياء، ومن لم يعمل به ضل وما اهتدى وإن طار في السماء أو غاص في الماء، وإن المؤمن الفطن يعلم أن أنفاسه معدودة، وأن عمره هو رأس ماله، ولا يمكن أن يسعد إذا أهمل هذا العمر الذي هو طريق سعادته، بل يغتنمه في فعل الخيرات وعمل الصالحات، فقد قال الله تعالى في سورة الحج ” يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون” فسارعوا بالخيرات والطاعات، فالصحة يفجؤها السقم، والقوة يعتريها الوهن، والشباب يعقبه الهرم، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

” اعتنم خمسا قبل خمس، شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك” وإن من دروس تحويل القبلة هو بيان مواقف السفهاء، وأما عن تعريف السفيه، فإن أصل السفه في اللغة هو نقص وخفة العقل والطيش والحركة، وإن السفه هو نقيض الحلم وهو سرعة الغضب، والطيش من يسير الأمور، والمبادرة في البطش، والإيقاع بالمؤذي، والسّرف في العقوبة، وإظهار الجزع من أدنى ضرر، والسّب الفاحش، وقال ابن القيم رحمه الله، السفه غاية الجهل، وهو مركب من عدم العلم بما يصلح معاشه ومعاده، وإرادته بخلافه، ولقد وقف السفهاء في كل عصر وبلد من أصحاب الرسالات ومن المصلحين موقف شاذة إن دلت فإنما تدل على الطيش والسفه وقلة الإدراك لما يقومون به.

وأن السفه لا يخص طائفة معينه بل قد يكون السفيه صاحب وجاهة ومكانة في قومه إلا أن أفعاله تجاه الحقائق والبراهين تدل على رعونته وسفاهته وهذا ما حدث مع نبي الله نوح عليه السلام فها هم الملا علية القوم يسخرون ويستهزؤون من رسالة ودعوة نوح عليه السلام فقال الله تعالى كما جاء في سورة الأعراف “قال الملا من قومه إنا لنراك في ضلال مبين، قال ياقوم ليس بي ضلالة ولكني رسول رب العالمين، أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون” فإن نبي الله نوح عليه السلام الذي جاء ليبين لهم أن عبادتهم الأصنام لا تجلب لهم نفعا ولا تدفع عنهم ضرا وصفوه بالضلال أية عقول تلك التي لا تميز بين النافع والضار؟ وإلى متى بلغ بهم استخفاف أقوامهم وتسفيه عقولهم.

عندما اخبروهم أن هذه الأصنام آلهة أو شفعاء لهم عند الله؟ إنه سفه العقول الذي يقود صاحبه إلى الهاوية و إلى العذاب الأليم، ولقد عانى نبي الله موسى عليه السلام من سفه قوم فرعون ومن بني إسرائيل العناء الشديد فقد كان لهؤلاء السفهاء دورا بارزا في محاربة نبي الله موسى عليه السلام والصد عن سبيل الله والوقوف أمام دعوة الحق واستخدموا كل ما لديهم من وسائل لمحاربة الدعوة، ويظهر موقف السفهاء ذوي العقول الطائشة من نبيهم موسى عليه السلام، في تلك الشائعات التي روجوها عنه بأنه به عاهة أو درن في جسده وذلك لأن بني إسرائيل كانوا يغتسلون عاريا ينظر بعضهم إلى عورة بعض ولكن كليم الله نبي الله موسى عليه السلام كان شديد الحياء فكان يغتسل وحده.

فشنع عليه السفهاء من أجل ذلك قال الله تعالى في سورة الأحزاب ” يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسي فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها”

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *