Share Button

الدكروري يكتب عن صور ومظاهر الشح
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت كتب الفقه الإسلامي أنه يتجلى الشح فى صور ومظاهر كثيرة فمن ذلك، الشح بفعل الواجبات والقيام بالطاعات التي افترضها رب البريات سبحانه، ومن مظاهر البخل والشح هو حرمان المساكين والفقراء من الحق الذى أرشد إليه رب الأرض والسماء وأكد عليه سيد الأنبياء، وكما أن من المظاهر هو ترك الإنفاق في سبيل الكريم الخلاق وواهب الأرزاق، ومن مظاهر ذلك هو عدم إعانة الناس على قضاء حوائجهم، والغفلة عن فضل ذلك، وقديما، كانت العرب تقول” أبخل الناس من بخل بجاهه” وقال الشافعى ” وأد زكاة الجاه فإنها كمثل زكاة المال تم نصابها” ومن مظاهر البخل وعلامات الشح هو ترك الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم عند ذكره، ومن المظاهرأيضا هو عدم السلام على الناس عند اللقاء بهم.

كما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ” وأبخل الناس من بخل بالسلام” وإن أشد مظاهر البخل، هو بخل الإنسان على نفسه, فقال ابن قدامة المقدسى “وأشد درجات البخل أن يبخل الإنسان على نفسه مع الحاجة، فكم من بخيل يُمسك المال، ويمرض فلا يتداوى، ويشتهى الشهوة فيمنعه منها البخل” وإن عواقب البخل وخيمة ونتائجه مريرة, فمن آثاره السيئة على صاحبه، حرمان الجنة وولوج النار، وكما أن من آثاره وأضراره هو الهلاك ونزول العقوبة، ومن الأضرار والآثار كذلك هو فقدان محبة الملك الديان, فقَال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله لا يحب كل مختال فخور، والبخيل المنان، والتاجر أو البائع الحلاف” فقال الإمام ابن القيم رحمه الله”لما كان البخيل محبوسا عن الإحسان ممنوعا عن البر والخير.

كان جزاؤه من جنس عمله، فهو ضيق الصدر ممنوع من الانشراح, ضيق العطن صغير النفس, قليل الفرح كثير الهم والغم والحزن, لا يكاد تقضى له حاجة ولا يُعان على مطلوب, فهو كرجل عليه جبّة من حديد قد جمعت يداه إلى عنقه, بحيث لا يتمكن من إخراجها ولا حركتها, وكلما أراد إخراجها أو توسيع تلك الجبة لزمت كل حلقة من حلقها موضعها, وهكذا البخيل كلما أراد أن يتصدق منعه بخله فبقى قلبه في سجنه كما هو” ومن أضراره العذاب الأليم يوم القيامة، فذلك هو البخل, وتلك هي أضراره وعواقبه، فحرى بكل عاقل أن يطهر نفسه منه, ولذا فهناك أمور معينة على التخلص من البخل، فمن ذلك، هو حسن ظن العبد بربه ومولاه، وقد قيل “قلة الجود سوء ظن بالمعبود”

  • وأيضا مجاهدة النفس بفعل ما يضاد البخل, فقال ابن القيم “فالفقير الآخذ لصدقتك يستخرج منك داء البخل, كالحجام يستخرج منك الدم المهلك” وأيضاعدم التصديق بالوعد الكاذب، للشيطان الرجيم، كما في قول الحق تبارك وتعالى فى سورة البقرة ” والشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء” وأيضا الاستعاذة بالله من البخل, وقد كان من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم “اللهم إنى أعوذ بك من البخل” وأيضا النظر فى عواقب أهل الحرص على المال, ثم ماتوا وتركوا ما جمعوا للورثة يتقاسمونه بينهم, وهم يعذبون على بخلهم وإمساكهم في الآخرة، فلنطهر نفوسنا من هذا الداء المهلك فإن من المعايب، التى كان العرب ينفرون منها أن يقال على المرء “أنه بخيل”
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *