Share Button

بقلم / محمــد الدكــروري

لقد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب السنة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن الصحابي الجليل عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وروي عن عبد الله بن أبي مليكه أن عبد الرحمن بن أبي بكر توفي في منزل له فحملناه على رقابنا ستة أميال إلى مكة وعائشة غائبة، فقدمت بعد ذلك فقالت أروني قبر أخي فأروها فصلت عليه، وقيل أنه عندما قدمت أم المؤمنين ذا طوى حين رفعوا أيديهم عن قبر عبد الرحمن بن أبي بكر، قال ففعلت يومئذ وتركت، قال فقالت لها امرأة وإنك لتفعلين مثل هذا يا أم المؤمنين؟ قالت وما رأيتيني فعلت؟ إنه ليست لنا أكباد كأكباد الإبل، قال ثم أمرت بفسطاط فضُرب على القبر ووكلوا به إنسانا وارتحلت، فقدم ابن عمر فرأى الفسطاط مضروبا فسأل عنه فحدثوه.
فقال للرجل انزعه قال إنهم وكلوني به، قال وأخبرهم أن عبد الرحمن إنما يُظله عمله، وقيل أن امرأة دخلت بيت السيدة عائشة رضى الله عنها، فصلت عند بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهي صحيحة، فسجدت فلم ترفع رأسها حتى ماتت، فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها الحمد لله الذي يحيى ويميت، إن في هذا لعبرة لي في عبد الرحمن بن أبي بكر، فقد رقد في مقيل له قاله، فذهبوا يُوقظونه فوجدوه قد مات، فدخل نفس السيدة عائشة رضي الله عنها تهمة أو شك أن يكون صُنع به شر، أو تعجلوا عليه فدفنوة وهو حيّ، فرأت أنه عبرة لها، وذهب ما كان في نفسها من ذلك الشك أو الوهم، وكما كان هناك أيضا عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة القرشي المخزومي، وهو من أبناء الصحابي الجليل.
والقائد العسكري المسلم، سيف الله خالد بن الوليد، وقد كان عبد الرحمن بن خالد قائدا عسكريا شارك في الفتوحات الإسلامية وبدء بمعركة اليرموك، التي قاد فيها سريّة ولم يتعد الثامنة عشرة، وقد ولاه عثمان بن عفان، مصر ثم ولاه معاوية بن أبي سفيان على حمص، وعلى العكس من أخيه مهاجر، فقد ساند معاوية ضد على بن أبى طالب، وكان حامل رايته في صفين، وأمه أسماء بنت أسد بن مدرك الخثعمي ويكنى أبا محمد، وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ورآه، وشهد اليرموك مع أبيه، وسكن حمص، وكان أحد الأبطال كأبيه، وكان معه لواء معاوية بن أبى سفيان يوم صفين، وكان يستعمله معاوية على غزو الروم، وكان شريفا شجاعا ممدوحا، وقيل أنه لما أراد معاوية البيعة ليزيد ابنه.
خطب أهل الشام وقال لهم يا أهل الشام، إنه قد كبرت سني وقرب أجلي، وقد أردت أن أعقد لرجل يكون نظاما لكم، وإنما أنا رجل منكم فأروا رأيكم، فأصفقوا واجتمعوا، وقالوا رضينا بعبد الرحمن بن خالد، فشق ذلك على معاوية، وأسرها في نفسه، ثم أن عبد الرحمن مرض، فأمر معاوية طبيبا عنده يهوديا، وهو يقال أنه ابن أثعل، وكان عنده مكينا، أن يأتيه فيسقيه سقية يقتله بها، فأتاه فسقاه فانحرق بطنه، فمات.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *