Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت المصادر الإسلامية أنه عندما فتح المسلمون بقيادة رسول الله صلي الله عليه وسلم خيبر فقد طلبوا أهل خيبر من النبي صلى الله عليه وسلم، أن يبقوا فيها يعمرونها ويزرعونها على النصف فأقرهم النبي صلى الله عليه وسلم، وقال نقركم ما شئنا فلما كان زمن عمر بن الخطاب أجلاهم عمر رضي الله عنه إلى تيما وأريحا وكان من أسباب إجلاء عمر بن الخطاب، إياهم أنهم حرضوا عبدا على قتل أحد الأنصار وكان قد بات بخبير وأنهم فدعوا يدي عبد الله بن عمر ورجليه ثم إن المسلمين استغنوا عن بقائهم بخيبر وكان الشرط الذي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم، أنا نقرهم ما شئنا فلما حصل منهم العدوان واستغنى عنهم المسلمون أجلاهم عمر سنة عشرين من الهجرة إلى تيما وأريحا.
وفي هذه الغزوة أهدت امرأة يهودية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، شاة مسمومة فأكل منها هو وبعض أصحابه لكنه صلى الله عليه وسلم، مضغها ولم يسغها ولفظها، ثم دعا بالمرأة فقال ما حملك على ذلك قالت أردت إن كنت تريد الملك أن نستريح منك وإن كنت نبيا فستخبر بها، وكانت هذه المرأة اليهودية تدعى زينب وهي زوجة سلام بن مشكم، وهى التى أهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم الشاة المسمومة، وقد وضعت فيها السم، فأخذ منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، مضغة فلم يسغها وقال “إن هذه الشاة تخبرني أنها مسمومة” ولفظها، وأكل منها بشر بن البراء بن معرور فمات، فقال أنس بن مالك رضى الله عنه، فما زلت أعرفها في لهوات النبي صلى الله عليه وسلم.
وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه” يا عائشة ما زلت أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر” ولقد سار رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاصدا خيبر ونزل عليهم ليلا، وفي الصباح خرج أهل خيبر من حصونهم إلى مزارعهم، فرأوا الجيش فعادوا فزعين وقالوا، محمد والخميس، أي الجيش، وأغلقوا باب الحصون عليهم، وكانت خيبر عبارة عن مدينة ذات حصون كثيرة مُحكمة، فيها الزاد والشراب، منها حصن ناعم والعموس والصعب والوطيح والسلالم، ولقد جرت مبارزات بين نفر من اليهود وعدد من الصحابة، وقد اشتهر منها مبارزة الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه، مع مرحب اليهودي، فقتله الإمام علي بن أبى طالب رضي الله عنه.
وكذلك مبارزة الزبير بن العوام مع ياسر أخي مرحب فقتله الزبير رضي الله عنه، وقاد حملة عمر بن الخطاب فرجع ولم يكن على يديه فتح، ثم أبو بكر أيضا، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم ” لأعطين الرايةَ غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله” فأعطاها للإمام على، وكان به رمد فتفل صلى الله عليه وسلم، في عينيه فبرئ، ثم حمل على اليهود وقاتل حتى فتح الحصن، وهو حصن السلالم لمرحب وأخيه، وأتم الله فتح خيبر لنبيه صلى الله عليه وسلم، وكان فتحا مبينا، وفيه اصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة صفية بنت حيي بن أخطب وتزوجها.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *