Share Button
ينبغي علينا جميعا أن نسأل سؤال وهو ما مشكلة أهل النار في النار؟ وهي إلا من قولهم كما قال الله تعالى قى سورة الملك ” وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير” فإن أزمة أهل النار هى أزمة علم فقط، لذلك كما أنك إذا أديت زكاة مالك حفظ الله لك بقية مالك، وإذا أديت زكاة الوقت بارك الله لك في وقتك، وأداء زكاة الوقت وهو أن تقتطع منه جزءا لمعرفة الله تعالى، ألم يقل الله عز وجل فى سورة الفرقان ” وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا” فما معنى هونا؟ وهو يعنى أنه عُرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إذا سار كأنه ينحط من صبب، والسيدة عائشة تقول “رحم الله عمرا ما رأيت أزهد منه، كان إذا سار أسرع، وإذا أطعم أشبع، وإذا قال أسمع” فكيف يمشون هونا؟
ويمشون هونا أى لا يسمحون للدنيا أن تصرفهم عن هدفهم، ولا يسمحون لمشكلاتهم أن تبعدهم عن تحقيق ذواتهم، ولا يسمحون لمعركة جانبية في الدنيا أن تحجبهم عن خالقهم، يمشون هونا، أى أنهم يقتطعون من وقتهم الثمين وقتا لمعرفة الله تعالى، لحضور مجالس العلم، ولتلاوة القرآن، ولقراءة السنة النبوية الشريفة، أما ألا نعبأ إلا بالعمل الدنيوى، وإلا بكسب المال، فمثل هذا الإنسان يأتيه الموت فجأة، وهو صفر اليدين، فيقول كما وصفه لنا المولى سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة الفجر ” يقول يا ليتنى قدمت لحياتى، فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد” فيجب علينا جميعا أن نستقبل هذا الشهر الكريم بأسلوب يرضى الله عز وجل، وبطريقة وفق منهج الله تعالى، ولا نتبع التقاليد والعادات التي ألفها مجتمعنا.
والتى حجبته عن الله عز وجل، وحجبته عن قطف ثمار العبادة، فهناك عبادة الجهلاء وهى ترك الطعام والشراب فقط، وهناك عبادة المؤمنين وهى ترك كل مخالفة لا ترضي الله عز وجل، ولكن عبادة الأتقياء هو ترك ما سوى الله، ورمضان هو إما أن تدافع التدنى، أو أن تتابع الترقى، وهو فرصة سنوية لا تقدر بثمن لفتح صفحة جديدة مع الله عز وجل، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه “من صام إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر” وإن من أنسب الأمور التى يجب أن نستعد بها ونعيش بها في رمضان هو التوبة، والإمام الغزالى رحمه الله يقول “التوبة علم، وحال، وعمل” فهى علم لأنك إن لم تعرف منهج الله التفصيلي لم تعرف ذنوبك، وبالتالى لا تتوب منها.
وأنت لا تتوب من ذنب إلا إذا عرفت أنه ذنب، لذلك ما لى أرى الناس يغرقون في المعاصى ويقول ماذا نعمل، فما من إنسان إلا ويقول قائلهم أنا مستقيم، والحمد لله، وأنا أحب الله، وأنا أعمل للجنة، ولا ترى في عمله ما يؤكد ذلك، وهذا إما أنه يتجاهل، أو يجهل، وعلى كل إذا أحسنا الظن به يجهل، إذن لا بد من أن يكون لك عمل يحملك على التوبة، ثم إذا كان هناك علم لا بد من حال الندم، وعن أحمدعن ابن معقل، قال النبى صلى الله عليه وسلم ” الندم توبه” رواه ابن ماجه.
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏‏جلوس‏، و‏مكتب‏‏‏ و‏منظر داخلي‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *