Share Button

الدكروري يكتب عن مكروهات الوضوء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن منزلة الوضوء في الإسلام، وإن من مكروهات الوضوء هو ترك التيامن، والمقصود بترك التيامن، وهو أن يتعمد المتوضئ تقديم اليد اليسرى على اليمنى، وتقديم الرجل اليسرى على اليمنى، لأن هذا خلاف ما واظب على فعله النبي صلى الله عليه وسلم، وأيضا من المكروهات هو التجفيف بمنديل ونحوه، إلا لعذر، لأن الماء الباقي على أعضاء المتوضئ أثر عبادة، فعن أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله تعالى عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان بعد فراغه من الاغتسال، أتي بمنديل فلم يمسّه، وجعل يقول بالماء هكذا، يعني ينفضه ” رواه البخاري ومسلم، ولكن إن كان هناك عُذر، كبرد شديد يؤذي معه بقاء الماء على العضو، فإن الكراهة تزول حينئذ. 

 

لأن الكراهة تزول لأدنى حاجة، وأيضا من المكروهات للوضوء هو الاستعانة بمن يغسل له أعضاءه، من غير عذر، وذلك لأن استخدام الناس من غير عذر فيه نوع من التكبر المنافي للعبودية، وأما إن كان ثَمة عُذر من مرض أو عجز، فلا كراهة حينئذ، وأما الاستعانة في إحضار الماء، فلا تكره، وأيضا من مكروهات الوضوء هو المبالغة في المضمضة والاستنشاق للصائم، وذلك احتياطا للصيام وخشية أن يسبقه الماء إلى حلقه فيبلعه فيفسد صومه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، للصحابى الجليل لقيط بن صبرة رضي الله عنه ” بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما ” رواه أصحاب السنن الأربعة، وأيضا وتقاس المضمضة على الاستنشاق من باب أولى، وأما عن نواقض الوضوء. 

 

فهو الخارج من السبيلين، وهو وحده المتفق على أنه ينقض الوضوء، ويشمل كل خارج من القبل أو الدبر، من ريح، أو بول، أو براز، أو مني، أو مذي، أو ودي، وأيضا النوم المستغرق، وأيضا أكل لحم الإبل، وهذا خلاف الراجح، والصواب أنه ينقض الوضوء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم، توضأ عندما انتهى من أكل الإبل، وفي الصحيح أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ” أيتوضأ أحدنا إذا أكل من لحم الإبل فقال رسول الله نعم، فقال الرجل أيتوضأ أحدنا إذا أكل من لحم الغنم، فقال رسول الله إذا شئت ” وأيضا من نواقض الوضوء هو لمس الفرج باليد بشهوة، سواء كان فرجه هو أو فرج غيره، لحديث النبى صلى الله عليه وسلم ” من مسّ فرجه فليتوضأ ” وأيضا الإغماء والجنون. 

 

والشك لا يجوز بل يتيقن الإنسان وإن شك فلا يتوضأ إذا عرف أنه توضأ يقينا، وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على عهده ينتظرون العشاء حتى تخفق رؤوسهم ثم يصلون ولا يتوضؤون، فعن أنس بن مالك رضى الله عنه، قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على عهده ينتظرون العشاء حتى تخفق رؤوسهم، ثم يصلون ولا يتوضؤون ” رواه أبو داود، وأصله في مسلم، وهو عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت “جاءت فاطمة بنت أبي حُبيش إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله، إني امرأة أستحاض فلا أطهر, أفأدع الصلاة؟ قال “لا، إنما ذلك عرق وليس بحيض، فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم، ثم صلي ” متفق عليه.

 

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *