الدكروري يكتب عن رأي أبي حنيفة في أمر صاحب الكبيرة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن نشأة الإمام أبي حنيفة النعمان ولقد ورد في الفقه الأكبر قول أبي حنيفة “لا نكفر أحدا بذنب ولا ننفي أحدا من الإيمان” فأبو حنيفة يتوقف في أمر صاحب الكبيرة ويفوض أمره لله تعالى، إن شاء عذبه بعدله بقدر ذنبه، وإن شاء عفى عنه بفضله، وإنه وفقا لما جاء في كتاب تبييض الصحيفة بمناقب أبي حنيفة، للإمام جلال الدين السيوطي قد بشر صلى الله عليه وسلم بالإمام أبي حنيفة في الحديث الذي أخرجه أبو نعيم في الحلية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان العلم بالثريا لتناوله رجال من أبناء فارس” وأخرج الشيرازي في الألقاب عن قيس بن سعد بن عبادة قال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لو كان العلم مُعلقا بالثريا لتناوله قوم من أبناء فارس” وقال وكيع بن الجراح وهو شيخ الإمام الشافعي، كان أبو حنيفة عظيم الأمانة، وكان يؤثر رضا الله تعالى على كل شيء، ولو أخذته السيوف في الله تعالى لاحتملها، وقال الإمام الشافعي سئل مالك بن أنس هل رأيت أبا حنيفة وناظرته؟ فقال نعم، رأيت رجلا لو نظر إلى هذه السارية وهي من حجارة، فقال إنها من ذهب لقام بحجته، وقال الإمام الشافعي من أراد الحديث الصحيح فعليه بمالك، ومن أراد الجدل فعليه بأبي حنيفة، ومن أراد التفسير فعليه بمقاتل بن سليمان، وقال من أراد أن يتبحر في الفقه فهو عيال على أبي حنيفة، وكان أبو حنيفة ممن وُفق له الفقه، وقال الإمام أحمد بن حنبل إن أبا حنيفة من العلم والورع والزهد.
وإيثار الآخرة بمحل لا يدركه أحد، ولقد ضُرب بالسياط ليتبع المنصور فلم يفعل، فرحمة الله عليه ورضوانه، كما كان الإمام أحمد كثيرا ما يذكره ويترحم عليه، ويبكي في زمن محنته، ويتسلى بضرب أبي حنيفة على القضاء، وقال أبو بكر المروزي سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول لم يصح عندنا أن أبا حنيفة رحمه الله قال القرآن مخلوق، فقلت الحمد لله يا أبا عبد الله، هو من العلم بمنزلة، فقال سبحان الله هو من العلم والورع والزهد وإيثار الدار الآخرة بمحل لا يدركه فيه أحد، ولقد ضُرب بالسياط على أن يلي القضاء لأبي جعفر فلم يفعل، وقال عبد الله بن المبارك رأيت أعبد الناس، ورأيت أورع الناس، ورأيت أعلم الناس، ورأيت أفقه الناس، فأما أعبد الناس فعبد العزيز بن أبي رواد.
وأما أورع الناس فالفضيل بن عياض، وأما أعلم الناس فهو سفيان الثوري، وأما أفقه الناس فأبو حنيفة، ثم قال ما رأيت في الفقه مثله، وعن محمد بن أحمد بن يعقوب قال حدثني جدي قال أملى علي بعض أصحابنا أبياتا مدح بها عبد الله بن المبارك أبا حنيفة فقال رأيت أبا حنيفة كل يوم يزيد نبالة ويزيد خيرا، وينطق بالصواب ويصطفيه إذا ما قال أهل الجور جورا، يقائس من يقايسه بلب فمن ذا تجعلون له نظيرا، كفانا فقه حماد وكانت مصيبتنا به أمرا كبيرا، فرد شماتة الأعداء عنا وأبدى بعده علما كثيرا، رأيت أبا حنيفة حين يؤتى ويطلب علمه بحرا غزيرا، إذا ما المشكلات تدافعتها رجال العلم كان بها بصيرا.