Share Button

الدكروري يكتب عن أبو الفضل في المدرسة النظامية ببغداد

بقلم / محمـــد الدكـــروري  

 

ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن الإمام أبو القاسم الرافعي القزويني وهو عبد الكريم ابن أبي الفضل، وقيل أنه وهو صغير بعد وفاة شيخه ملكداد بن علي بقزوين، سافر إلى الري، في شهر صفر سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، فتفقه عند أبي نصر حامد بن محمود الخطيب، وسمع الحديث منه ومن غيره كالحسن بن محمد الغزال البلخي، والقاضي الحسن بن محمد الاسترأبادي وغيرهما، ثم عاد إلى قزوين في آخر شهر شوال تلك السنة، ثم خرج إلى بغداد في شهر رمضان سنة ست وثلاثين وخمسمائة، فتفقه بها وسمع الحديث الكثير، وحصّل من كل فن من فنون العلم، ثم سافر من بغداد للحج، سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة وعقد المجلس في التاجية، في صفر سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.

 

ثم خرج منها في هذه السنة على قصد نيسابور في شهر ربيع الأول، من هذه السنة، وبقي في الطريق أشهرا، ودخل نيسابور في شهر رمضان من هذه السنة، وأقام مدة عند محمد بن يحيى، وسمع بها الحديث من مشائخها، وسمع الحديث أيضا في طوس وآمل وغيرها وعاد إلى قزوين في شهر صفر سنة تسع وأربعين وخمسمائة ورغب في مصاهرته أبو الرشيد الزاكاني فتزوج منه والدة أبي القاسم الرافعي، وكان زفافها إليه في شهر صفر سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة هجرية، وسمع الحديث وتفقه في بلده بقزوين في صباه، ثم سافر إلى الري فسمع وتفقه، ثم ارتحل إلى العراق وتعلم في المدرسة النظامية في بغداد، فسمع الحديث وتفقه على ابن الرزاز، وحج منها، ثم انتقل إلى نيسابور وتعلم في مدرستها النظامية. 

 

فحصل على الإمام محمد بن يحيى، وسمع الحديث الكثير، ولما عاد إلى قزوين أقبل عليه المتعلمون، فدرس وفسر وروى الحديث واستفاد الناس منه، وانتفع منه الخاصة والعامة، وصنف في التفسير والحديث والفقه وكان مشايخه يوقرونه لحسن سيره وشمائله، ووفور فضله وفضائله، وسمع الحديث بقزوين من أبي علي الحسن بن أحمد الهمذاني، حينما قدم عليهم، ومن ملكداد بن علي بن أبي عمرو، وببغداد من أبي منصور بن خيرون وأبي الفضل الأرموي، وأبي عبد الله بن الطرائفي، وسعد الخير الأنصاري وسمع بنيسابور من أبي الأسعد القشيري، وعبد الخالق بن زاهر الشحامي، وتفقه بنيسابور على محمد بن يحيى، وفي النظامية ببغداد على أبي منصور ابن الرزاز، وبقزوين على ملكداد بن علي. 

 

وأبي علي بن شافعي، وسمع من أبي البركات ابن الفراوي، وبرع في المذهب، ذكر ابن الملقن أن أبا القاسم الرافعي قال عن والده في أماليه والدي أبو الفضل ممن خص بعفة الذيل وحسن السيرة والجد في العلم والعبادة وذلاقة اللسان وقوة الجنان والصلابة في الدين والمهابة عند الناس والبراعة في العلم حفظا وضبطا ثم إتقانا وبيانا وفهما ودراية ثم أداء ورواية.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *