Share Button

الدكروري يكتب عن إنقسام بنو إسرائل

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الملك رحبعام بن نبي الله سليمان عليه السلام وقيل أنه كما ذكرت المصادر التاريخية عنه لو أن رحبعام بن سليمان طلب من الشعب مهلة الثلاثة الأيام ليرجع فيها إلى الرب، ليعطيه التصرف الناجح الحكيم لكانت بكل تأكيد النتيجة تختلف تمام الاختلاف عما وصل إليه، فكان في حاجة قبل أن يتحدث مع أحد، أن يتحدث مع الله، وقبل أن يأخذ رأي إنسان أن يأخذ رأي الله، ولقد ضاعت مملكة الرجل، بضياع الصلة التي تربطه بالله، وفي الحقيقة إنه كان في حاجة لسؤال الله، لسبب أعمق من ذلك كثيرا، لأن مصير المملكة كان يتعلق أساسا بموقفها من الله، وهذا الشرخ الرهيب الذي حدث فيها، لم يكن مرده الشكوى، من معاملة سليمان للشعب، مع أن هذا هو السبب الظاهر.

 

لكن السبب الحقيقي مدون بكل وضوح وجلاء “ولم يسمع الملك للشعب لأن السبب كان من قبل الرب ليقيم كلامه الذي تكلم به الرب عن يد أخيا الشيلوني إلى يربعام بن نباط” إن مصير المملكة يرتبط بتوبتها وعودتها إلى الله، ولو عاد رحبعام إلى الله، بعد أن يحطم المرتفعات ويبدأ بمرتفعة ملوكم التي بناها سليمان خصيصا من أجل نعمة أمه، ولو عاد ليقول ما قاله جده فيما مضى “لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني” ولو عاد ليقول هذا، أو شيئا يشبه هذا لوجد حنان الله ورفقه ورحمته، وجوده وحبه، لكنه للأسف نسى الله أو تناساه، أو جهل الطريق إلى بيته فلم يعرفه إلا شكلا أو طقسا أو لماما، ولم يعرف الأساس الصحيح لأية سياسة ناجحة في حياة الإنسان على هذه الأرض. 

 

ولقد كان العبرانيين في فلسطين فى عهد القضاة، وهو بعد وفاة يوشع بن نون عليه السلام، حيث انقسم بنو إسرائيل إلى قبائل عدة وكان حكامهم يسمون القضاة، وقد انتشرت بينهم الحروب والنزاعات، في هذا العصر حدثت هزائم كبيرة لليهود وسلب منهم التابوت وفيه عصا نبى الله موسى عليه السلام، والألواح الأصلية للتوراة وملابسه وأثار من نبى الله هارون، وينتهي هذا العصر بأخر القضاة وهو النبي صموئيل الذي طلب منه بنو إسرائيل أن يختار لهم ملكا يوحد صفوفهم ويقاتلون خلفه فبعث الله لهم الملك شاؤول وهو أول ملوك القبائل العبرانية، وتستخدم كلمة قاضي بالعبرية هى شوفيط، وفي المؤلفات الدينية اليهودية لتشير إلى معنيين، هو عام وخاص، والمعنى العام هو القاضي الذي يحكم بين الناس. 

 

وبهذا المعنى يكون نبى الله موسى عليه السلام، هو أول القضاة، ثم خلفه في القضاء رؤساء العشائر وشيوخ المدينة، وكان الملك في التاريخ العبراني القديم يُعد من القضاة أيضا، ويحكم معه مجموعـة من القضاة، حيث يكونون مجلسا وعليهم استشارة الأنبياء والكهنة، وقد استمر هذا الوضع حتى التهجير البابلي.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *