Share Button

الدكروري يكتب عن صهيب سابق الروم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن الصحابي الجليل صهيب الرومي رضي الله عنه، وقد وصفة النبي صلي الله عليه وسلم بأنه سابق الروم كما جاء في الحديث الشريف عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال “السباق أربعة أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وبلال سابق الحبشة، وسلمان سابق الفرس” وروى البغوي من طريق زيد بن أسلم، عن أبيه خرجت مع عمر بن الخطاب حتى دخلت على صهيب بالعالية فلما رآه صهيب قال يا ناس يا ناس، فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنهم أجمعين ما له يدعو الناس؟ قلت إنما يدعو غلامه يحنس، فقال له يا صهيب ما فيك شيء أعيبه إلا ثلاث خصال، أراك تنتسب عربيا ولسانك أعجمي.

وتكنى باسم نبي وتبذر مالك، قال أما تبذيري مالي، فما أنفقه إلا في الحق، وأما كنيتي فكنانيها النبي صلى الله عليه وسلم وأما انتمائي إلى العرب فإن الروم سبتني صغيرا، فأخذت لسانهم، ولما مات عمر بن الخطاب رضى الله عنه أوصى أن يصلي عليه صهيب، وأن يصلي بالناس إلى أن يجتمع المسلمون على إمام، وكانت حياة صهيب الرومي مترعة بالمزايا والعظائم، فإن اختيار أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إياه ليؤم المسلمين في الصلاة مزية تملأ حياته ألفة وعظمة، فعندما اعتدي على أمير المؤمنين وهو يصلي بالمسلمين صلاة الفجر، وعندما أحس نهاية الأجل، فراح يلقي على أصحابه وصيته وكلماته الأخيرة ثم قال ” وليصلي بالناس صهيب” ولقد اختار عمر بن الخطاب يومئذ ستة من الصحابة.

ووكل إليهم أمر الخليفة الجديد، وخليفة المسلمين هو الذي يؤمهم في الصلاة، ففي الأيام الشاغرة بين وفاة أمير المؤمنين، واختيار الخليفة الجديد، يختار من يؤم المسلمين في الصلاة، وإن عمر بن الخطاب وخاصة في تلك اللحظات التي تأخذ فيها روحه الطاهرة طريقها إلى الله ليتأنى ألف مرة قبل أن يختار، فإذا اختار، فلا أحد هناك أوفر حظا ممن يقع عليه الاختيار، ولقد اختار عمر بن الخطاب رضى الله عنه صهيبا، واختاره ليكون إمام المسلمين في الصلاة حتى ينهض الخليفة الجديد بأعباء مهمته، واختاره وهو يعلم أن في لسانه عجمة، فكان هذا الاختيار من تمام نعمة الله تعالي على عبده الصالح صهيب بن سنان، ويتحدث صهيب الرومى رضى الله عنه، عن ولائه للإسلام.

فيقول ” لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، مشهدا قط، إلا كنت حاضره، ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضره، ولم يسر سرية قط إلا كنت حاضره، ولا غزا غزاة قط، أول الزمان وآخره، إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله صلى الله عليه وسلم، وما خاف المسلمون أمامهم قط، إلا كنت أمامهم، ولا خافوا وراءهم، إلا كنت وراءهم، وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين العدو أبدا حتى لقي ربه” وكان إلى جانب ورعه خفيف الروح، حاضر النكتة، فقد رآه الرسول صلى الله عليه وسلم يأكل رطب، وكان بإحدى عينيه رمد، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ضاحكا ” أتأكل الرطب وفي عينيك رمد” فأجاب قائلا ” وأي بأس؟ إني آكله بعيني الأخرى.

وبسبب طول ملازمته للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والصحابة رضوان الله عليهم، كانت له رواية للحديث عنه عليه الصلاة والسلام، وعن عمر بن الخطاب، وعن علي بن أبي طالب، وقد روى عنه عدد من الصحابة، وجمع من التابعين، وحسُنت روايته، واعتمدها علماء الحديث لفضله وحسن سيرته التي دفعته لتحرّي الصواب والأخذ بالحكمة في كل موقف، ولهذا فقد التزام بيته حين وقعت الفتنة بعد مقتل عثمان، ولم يحمل سيفا، ليبقى متعبدا لله، يبحث عن مواضع الفضل والكرم والجود والإنفاق في سبيل الله حتى توفاه الله

 

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *