Share Button

الرسائل الخفية لوزير الري المصري والتى لم يستوعبها الكثيرين
متابعة/محمد مختار
البحر الأحمر الغردقة
رغم دخول المصريين فى أول أيام شهر رمضان المعظم أعاده الله علينا وعليكم جميعا بالخير واليمن والبركات ، إلا أنه مازال لا صوت يعلو فوق صوت متابعة اّخر أخبار ومستجدات قضية سد النهضة ، وهى القضية التى تمس الأمن القومى المصري ويهتم بها كل المصريين من كافة الأطياف و الأعمار
القضية التى شهدت مؤخرا العديد من التطورات كان أهمها تصريحات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، عندما تحدث عن أن كل الخيارات متاحة للدفاع عن حقوق مصر فى سد النهضة وكذلك تكراره للوعد الذي قدمه فى العديد من المناسبات وهو أنه لن يسمح بأن يتم الإقتراب من حقوق مصر المائية بأى شكل من الأشكال
إلا أن اللقاء الأبرز فى الأسبوع الماضي والذي حرص جميع المصريين على مشاهدته كان لقاء السيد وزير الري والموارد المائية فى مصر محمد عبد العاطى ، عندما حل ضيفا على الإعلامى عمرو أديب فى برنامج الحكاية للحديث عن تلك المشكلة وعن اّثارها و تداعياتها
ولعل أبرز ما حذرنا منه علي مدار الفترات الماضية كان عدم إنغماس المصريين على وسائل التواصل الإجتماعى فى الحكم على الأمور فى تلك القضية ، لأن الإدارة السياسية وحدها هى التى تعلم كافة الأمور التى لا نعلمها بطبيعة الحال ، وبناء عليه لا يجب التدخل فى مثل تلك القرارات المصيرية من خلال إبداء الأراء على صفحات مواقع التواصل الإجتماعى
ولعل تلك كانت الرسالة الخفية التى وجهها وزير الرى والموارد المائية المصري فى حديثه مع عمرو أديب ، عندما حاول الإعلامى سؤاله بكل الطرق الممكنة عن رد فعل الدولة المصرية فى حال قامت أثيوبيا بإكمال ملىء السد فى الموعد الذي حددوه فى شهر يوليو القادم ، وما كان من السيد الوزير إلا أن تحدث فى نطاق ما يمكن أن يتحدث به فى الإعلام و أدلى بتصريحات كان لابد و أن يستوعبها الجميع
السيد وزير الرى قال أن مصر قامت بالإستعداد لكافة السيناريوهات لمواجهة أضرار سد النهضة فى حالة الملىء بدون التوصل لإتفاق بين الدول الثلاث ، و أن هذا هو ما يخص وزارة الرى و مسئولياتها والتى تأتى من خلال عدة مشاريع تم عملها فى الفترة السابقة مثل تبطين الترع و إنشاء السدود والسحارات لمواجهة أى سيناريو سيء قد يحدث
وفى تلك الأثناء كان الإعلامى عمرو أديب يحاول تكرار السؤال مرة أخرى للحصول على إجابة أخرى ، ولكن كان السيد الوزير المحنك سياسيا يصر على أن كل السيناريوهات متاحة و أن الإدارة السياسية للبلاد هى وحدها المنوطة بتحديد وسيلة التصدي لتلك الأخطار ، وهى التصريحات التى تسرع البعض و قال أنها تصريحات هادئة وتساءل الكثيرين لماذا لم يتحدث وزير الرى مثلا عن الحرب مع أثيوبيا؟
وهنا تأتى ترجمة رسائل السيد وزير الري الذي حاول أن يقول للجميع أن الحديث عن مثل تلك الأمور لا يدار فى المقاهى وعلى صفحات السوشيال ميديا ، و أنه يجب أن يتفهم المواطن ذلك الأمر لأن القضية خطيرة والتعامل معها يجب أن يكون من المختصين من رجال الدولة ، فإذا كان واحد من أهم المسئولين عن ذلك الملف وهو السيد وزير الرى رفض التصريح بأى شكل من الأشكال عن كيفية تعامل مصر مع أى سيناريو إلا فى حال حدوثه و أن الأمر متروك للإدارة السياسية للبلاد ، فهل من الممكن أن يجلس المواطن العادى ويتحدث عن حرب أو غيرها؟
ما أعلمه جيداً أن تلك الفترة مطلوب فيها التكاتف والثقة فى القيادة السياسية للبلاد فى كل قراراتها ، فنحن مع دولتنا الحبيبة وفى مساندة رئيسها وجيشها ومؤسساتها ونثق تمام الثقة أنهم سيتخذون ردود الفعل المناسبة للحفاظ على حقوق مصر المائية ، أما طريقة الحفاظ و رد الفعل فهو أمر متروك لأصحاب الشأن والمسئولين ويجب أن نعى أنه من الخطوط الحمراء للحديث فيه لأنه أمن قومى للبلاد

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *