Share Button

الشائعات وسبل مكافحتها في عالمنا المعاصر

كتب / ايمن فتحى السويفى

الشائعات من أخطر الحروب المعنوية، والأوبئة النفسية، بل من أشد الأسلحة تدميراً، وأعظمها وقعاً وتأثيراً، وليس من المبالغة في شيء إذا عُدَّت ظاهرةً اجتماعية عالمية، لها خطورتها البالغة على المجتمعات البشرية.
حيث نتشرالشائعات بشكل كبير على صعيد الفرد والمجتمع بكافه مكوناته، الشائعه عباره عن خبر او قصه او معلومه غير مؤكده او كاذبه او مبالغ فيها. الشائعات دمرت بيوتاً و زرعت الفتن وفرقت بين الاحبه والاصدقاء واثارت المشاكل وغرست الشقاق بين الازواج ونشرت الاحزان والذعر والخوف والهلع و اضاعت مصالح البلاد والعباد وحطمت المعنويات واضاعت الحقوق وخلفت الظلم والظالمين والمظلومين.
الشائعه تختلف عن الغيبه والنميمه حيث في الغيبه تنتشر المعلومات من وراء الشخص دون علمه، وقد تكون المعلومات شخصيه ومؤذيه ومذله، ومن الأمثله على ذالك قضايا الحب والجنس والطلاق ولجان التحقيق والفصل من الوظيفه والأمور التي لا يتحدث عنها الاشخاص بصوره علنيه.
الاديان لا تدعو الى الشائعات، في الدين الاسلامي جاءت تحذيرات القرآن والسنه واضحه وبحزم وقوه. الاسلام واضحا ومتميزا في محاربه هذه الظاهره الخطيره. الاسلام حرم الكذب ودعا الى التبين والتحقق والتثبت في نقل المعلومات وحذر من الكذب والبهتان والاخبار الكاذبه ودعا الى الستر وكره فضح الناس وحذر من العواقب الوخيمه الناجمه عن نشر الاشاعات ودعى الى تحري الدقه المطلقه لما فيه مصلحه البلاد والعباد، الله سبحانه تعالى قال” “فاسالو أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون”( النحل :43)
وقال” يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين” صدق الله العظيم “( الحجرات :6 )
من اهداف انتشار االشائعه الربح المادي او الكسب على حساب المنافس ، تشويه السمعه، الارباك، اللعب واللهو، خلق الفوضى والبلبله والتأثير على المعنويات والاتجاهات.
من اسباب انتشار الشائعات قلة الاتصال، ضعف الاتصال، عدم الاتصال، غياب الاطراف المخوله بالرد على الشائعات، والأهم من هذا جهل المجتمع مما يجعله ارضا وبيئة خصبه للشائعات.
الخلل في الاتصال يؤدي إلى انخفاض مستوى الأداء والانتاج لدى العاملين والمؤسسات وبالتالي يؤثر على وضع المؤسسة وسمعتها. فقد ثبت أن الشركات التي تبقى على اتصال جيد مع عامليها تحافظ على أسعار أسهمها في الارتفاع كما وأن عدم الاتصال مع العاملين يؤدي إلى انخفاض أسعار أسهم تلك الشركات. العاملون لديهم الكثير من الاحتياجات على صعيد العمل وهم بحاجة إلى تعلم الكثير من الأمور واكتساب المزيد من المهارات لذا على المسؤول أن يبقى على اتصال جيد مع العاملين فالمدير الجيد هو المتصل الجيد.
المؤسسة أشبه ما تكون بالغابة، الغابة فيها جميع أنواع الحيوانات، منها المفترس والضار ومنها المسالم والاليف، وكذلك المؤسسة فيها كافة أنماط البشر، فيها الإنسان الجيد والإنسان السيئ، الإنسان المرح والإنسان حاد المزاج، الإنسان الأناني والإنسان الخدوم، الإنسان الحساس والإنسان العنيد والثرثار والمؤذي وغير ذالك. وبالتالي من الصعب التعامل مع الانماط المختلفة بفاعلية.
* طرق مواجهة الشائعات وتجنب آثارها السلبي على الفرد والمجتمع
– اولا الانتقال من عالم المعلومات الى عالم العلم و المعرفه ورفع مستوى الوعي لدى افراد المجتمع وان لا يتم الاعمتماد على وسائل التواصل الاجتماعي في الحصول على المعلومات، وقد اثبتت الدراسات ان وسائل التواصل الاجتماعي لها دور كبير في نقل المعلومات المغلوطه وغير الموثوقه، بالتالي ضروره التوعيه بأهميه الاستخدام الامثل لوسائل التواصل الاجتماعي والتعامل مع وسائل التواصل بحذر شديد.
انهاء الشائعات يتطلب الانتقال من عالم المعلومات الى عالم العلم والمعرفه مع رفع مستوى الوعي لدى الشباب كونهم الاكثر اهتماما بنقل وتداول المعلومات
ثانيا- توضيح الحقيقه فورا كي تقطع الطريق على المروجين والمنتفعين منها.
ثالثا- نفي الشائعه فورا وقد يكون ذالك من جهات اخرى موثوقه او من خلال طرف محايد.
رابعا- الاهمال وعدم الرد، في الكثير من الحالات يعتقد البعض أن عدم الرد هو رد كون الشائعه منتشرة أصلاً وبالتالي لا داعي للرد، عدم الرد لا يصلح في الحالات التي تؤدي فيها الشائعه إلى انخفاض المبيعات أو انهيار أسهم الشركة بل يجب أن يتم الرد سريعا وان تتخذ الإجراءات حتى ولو كانت الإجراءات أحياناً قد تسهم في انتشار الشائعه.
خامساً- تجنب التطرق للشائعه أو تكرارها، أعط الحقائق مع عدم التركيز على الشائعه، تكرار الشائعه يجعل الآخرين على علم بها، التقليل من شأن الشائعه يجعلك في وضع أفضل، هذا الإجراء باعتقادي هو إجراء جيد كونه غير هجومي.
سادساً- توضىيح الأسباب والدوافع وراء الشائعه بدلاً من التركيز على مَن يقف وراءها. الكثير يعتقد أن لا دخان بدون نار. تطرقك إلى الدوافع وراء الشائعه يسهم في قتل الشائعه. البعض يرى ضرورة مواجهة الشائعه للاعتقاد أن عدم الرد يجعل الشائعه تكبر وتظهر وكأنها حقيقية.
سابعا- عدم لعب دور النسر وذلك من خلال ملاحقة الفريسة، ملاحقتك لمطلق الاشاعة يتطلب اتخاذ إجراءات قانونية وأنت لا تعرف من يقف وراء الشائعه أصلاً وليس لديك الأدلة والإثباتات المادية، اتخاذ الإجراءات القانونية يتطلب الوقت والجهد والمال وأنت في الكثير من الحالات لا تملك ذلك.
ثامناً- إيجاد قاتل ومبيد للشائعه، ليس هناك علاج سحري للشائعه، فقد يكون مصدر الشائعه من داخل المؤسسة أو من خارجها، تتغذى الشائعه على الغيبة والنميمة الداخلية في داخل مكاتب المؤسسة، في هذه الحالة أقترح تحديد وتعيين شخص من داخل المؤسسة للتعامل مع المعلومات المغلوطة والشائعه، يجب إعلان ذلك للعاملين والطلب إليهم التوجه إلى ذلك المسؤول في حال سماع أية معلومة تودون التأكد منها، يفضل أن يكون المسؤول عن ذلك من المستويات الوسطى في الإدارة لا من المستويات العليا، تذكر أن بعض العاملين في المؤسسات بمثابة الفايروس المعدي فهم ينقلون المعلومة المغلوطة

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *