Share Button

بقلم / وفاء عبدالنبى المزين

باحثة دكتوراة بكلية التربية – مصر
المرأة رحم العالم وهى سر الحياة؛ فهى تمثل نصف المجتمع وتلد وتربى النصف الآخر.
هى الأم والزوجة والحبيبة والأخت والإبنة والجدة، هى مصدر الحب والحنان والأمان،
هى السند للرجل، ومدرسة لتخريج الأجيال من أولادنا وشبابنا براعم المستقبل.
تحمل من الضغوط والمسئوليات الكثير لتقوم بواجباتها تجاه أولادها وزوجها وأهلها أو تجاه عملها، وتفنى عمرها لخدمتهم دون تذمر أو شكوى وخاصة المرأة المعيلة أو التى تعيش فى كنف رجل عديم المسئولية.
فلماذا تعانى المرأة وتكافح دوما للحصول على حقوقها وأبسطها تقديرها والاعتراف بفضلها!
لماذا تعانى المرأة كثيرا وخاصة فى المجتمعات الشرقية رغم كونها شريك فاعل فى بناء الوطن!
لماذا لا نساوى بين الرجل والمرأة فى المعاملة!
لماذا تعيش المرأة فى ظل مجتمع مزدوج المعايير!
فلماذا فى ثقافتنا نردد دوما أن الرجل لا يعيبه سوى جيبه؟ ألا يعيبه سوء خلقه، وقله تدينه، وضعف شخصيته، وعدم قدرته على تحمل المسئولية؟
لماذا نعيب على المرأة كل شىء وهو ما لا نعيبه على الرجل ولا نتقبل منها ما نتقبله على الرجل بكل رحابة؟
ألا ننكر على المرأة تأخرها فى الزواج ولا نستغربه على الرجل وننسى أن كل شىء قدر من الله ولحكمة وأن من حقها أن تختار من يناسبها ومن تستطيع إكمال حياتها معه وليس الزواج لمجرد الزواج فقط لترضى مجتمعها وتسكت الألسن المريضة حولها.
ألا ننكر على المرأة زواجها بعد وفاة زوجها ولا ننكره على الرجل؟
ألا نلوم المرأة المطلقة ولا نعامل الرجل بالمثل؟
لماذا تحارب المرأة الناجحة فى عملها من قبل بعض النفوس المريضة؟
لماذا لا يحبذ الرجل الارتباط من المرأة ذات الشخصية القوية المستقلة؟
لماذا لا نرى فى المرأة سوى جمالها ولا نلتفت لعقلها وجمالها الداخلى؟
أيها الرجل فلترفع قبعتك للمرأة؛ فبدونها يظلم عالمك فهى شمسك التى تنير عتمة دنياك، وهى جيشك عندما تحاربك الأيام.
أيها المجتمع فلتكن عادلا مع المرأة.
ولن يتحقق هذا العدل إلا بتمكين المرأة.
فتمكين المرأة يبدأ بتربيتها وإعدادها منذ الصغر؛ لتهيئتها لتقوم بدورها على أكمل وجه ولن يتحقق ذلك إلا فى وجود مجتمع واعى بمكانة المرأة وفى ظل رجل حكيم يقدر المرأة ويساندها وليس رجل معقد يخرج لنا مرأة مقهورة لا تستطيع القيام بأقل أدوارها.
وتمكين المرأة يكون باكسابها القوة للسيطرة على حياتها من خلال اتخاذ القرارات الصائبة لتسيير حياتها وحياة أسرتها بالشكل الصحيح، سواء كان تمكين ثقافى أو إقتصادى أو إجتماعى أو سياسى أو مؤسسى أو قانونى أو نفسى.
– التمكين الاقتصادى: وهو زيادة مشاركةالمرأة فى سوق العمل؛ بتوفير فرص العمل التى لا تعوقها عن القيام بأدوارها تجاه أسرتها، وتحقيق التوازن بين دورها الأسرى والتنموى.
ويعد التمكين الاقتصادى أهم انواع التمكين لدوره فى تحقيق التنمية الاقتصادية وهو من أهم أولويات الدولة وما تسعى لتحقيقه فى رؤية مصر ٢٠٣٠
– التمكين الاجتماعى: ويكون بزيادة مشاركتها فى القضايا المجتمعية، والقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.
-التمكين السياسى: ويكون بزيادة مشاركتها السياسية فى المجتمع.
– التمكين الثقافى: ويكون بتطويرها علميا وذاتيا عن طريق صقلها وتسليحها بالمعارف والقدرات اللازمة لتربية جيل شجاع مسئول بالاضافة لتصويب ثقافة المجتمع تجاهها وتشكيل صورة إيجابية عن مكانتها وعظم أدوارها.
– التمكين القانونى: ويكون بتوفير القوانين التى تحفظ حقوقها والقضاء على تهميشها بالإضافة لزيادة وعى المرأة والمجتمع بهذه القوانين لتفعيلها ولا تكون مجرد قوانين على ورق.
– التمكين المؤسسى: ويكون بدعم الهيئات والمنظمات التى تسعى للنهوض بالمرأة، وتحسين وضعها.
– التمكين النفسى: ويكون بدعمها نفسيا، وإحتوائها، وتشجيعها، والوقوف بجانبها.
وفى الختام
يجب علينا تمكين المرأة بكل أشكال هذا التمكين وهو دور كل مؤسسات المجتمع المدنى؛ حيث يبدأ تمكينها منذ ولادتها مرورا بتربيتها وإعدادها وصولا لدعمها فى كل مراحل حياتها لتكون شريك للرجل وداعمة له فى بناء الوطن.
L’image contient peut-être : une personne ou plus et texte
J’aime

Commenter
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *