Share Button

بقلم/ نسرين يسري

حظى تطبيق «تيك توك»على شعبية كبيرة، خلال الفتره السابقه، التطبيق الذي تم تنزيل أكثر من 660 مليون مرة، في العام الماضي، ويستخدمه أكثر من 500 مليون شخص، على مستوى العالم شهريًا.

ينظر البعض لهذا التطبيق، علي انه وسيله للتسلية، والترفيه على مواقع التواصل الإجتماعي
لكن ما يجهله الكثيرون هو أن ذلك التطبيق، وامثاله يشكل العديد من المخاطر علي الأسره والمجتمع.

ظهر تطبيق «تيك توك»الإجتماعي في الفترة الأخيرة بقوة، وحقق في مدة سنتين فقط نجاحاً كبيراً.
التطبيق عبارة عن منصة على الإنترنت يقوم الأشخاص بتصوير أنفسهم فيديو قصير لا تتعدي مدته 15 ثانية،ويضيفون إليه عدد من المؤثرات الموسيقية مأخوذة من أفلام عربية، وأجنبية وغيرها من المواد المتوفرة عبر الإنترنت.

يرجع هذا التطبيق إلى أصول «صينية» حيث أن الشركة الأم هي «Bytedance»، و هي شركة خاصة مقرها في« بكين» وتبلغ قيمتها 75 مليار دولار.
إنتشر« التيك توك» بين جنسى المجتمع ، لكن على وجه الخصوص كانت الفئة الاكثر اقبالآ عليه، هن الفتيات تحت سن العشرين ، فالتيك توك و أشباهه من البرامج مثل «الميوزكلى»، و«لايكى» تم إستخدامهم بطريقة خاطئة أدت إلى ؛كارثه أخلاقية نحاول الوقوف عليها حاليا .
فهذه البرامج من المفترض أنها برامج بسيطة هدفها الإستمتاع ، وإكتشاف المواهب المدفونة كالتمثيل و عزف الموسيقى ، وغيرها
إن المرحله العمريه ما بين 13 الى 19 سنة يحدث فيها الكثير من التغيرات النفسية، و الجسمية.
هى فترة إستكشاف بمنظور جديد للنفس ، فترة نمو الإحساس بالذات و إحساس الفرد بإستقلاله .
الإحساس الزائف للفرد بأنه كامل النضج و مسئول عن نفسه ، وعن تصرفاته .
فيبدأ الصراع و المواجهة
مع ملذات الحياة، و أخذ القرار فى أى طريق سيسلك.
لذا فهى فترة هشة من السهل التضليل فيها و الخروج عن المألوف ،
كما حدث مع بعض الفتيات امثال حنين حسام، التي
يذكر أن أجهزة الأمن بالقاهرة، والجيزة القت القبض عليها ؛لإتهامهما بعرض فيديوهات ،وصور على مواقع السوشيال ميديا ، منافيه للأداب وبها تحريض على الفسق ،والفجور.
كما يجرى الفحص والكشف كذلك عن مودة الأدهم و 7 شخصيات أخريات من فتيات “التيك توك” لآتهامهم بعرض
فيديوهات خادشة للحياء وسيتم تقديمهم للقانون.
فيما يذكر أن عقوبة جريمة التحريض على الفسق والفجور والفعل الفاضح المخل بالحياء العام، قد تصل إلى الحبس ثلاث سنوات، (وفقا للمادة 1 من قانون مكافحة الدعارة رقم 10 لسنة 1961)، والتي تنص علي أن كل من حرض شخصًا ذكرًا كان أو أنثى، على إرتكاب الفجور أو الدعارة ،أو ساعده على ذلك أو سهله له، وكذلك كل من إستخدمه أو إستدرجه أو أغواه ، بقصد إرتكاب الفجور أو الدعارة، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة، ولا تزيد على ثلاث سنوات، وبغرامة من مائة جنية إلى ثلاثمائة جنية”.
وعلي نحو أخر اعلنت منصة “تيك توك” ، أن المستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 16 عامآ ، لن يكونوا قادرين على إستقبال ،وإرسال الرسائل المباشرة، وذلك إعتبارآ من 30 إبريل الماضي، وأكدت الشركة الصينية في بيان لها، أن المستخدم الذى تسرى عليه القاعدة الجديدة، يتعين عليه تصدير بيانات الرسائل الخاصة به؛ لأنه لن يتمكن من الوصول إلى أرشيف الرسائل، وفقا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وبحثآ عن الأسباب التي تساعد في تنامى تلك الظاهر بين الشباب إتضح ان ؛ هناك عدة أسباب متفق عليها محليا ودوليا وهي كالأتى:

-إنتشار الفقر والبطالة وتدهور الوضع الاقتصادي.

-الفساد وعدم الإستقرار السياسي.

-ضعف الوازع الأخلاقى والديني وإنتشار الجريمة في المجتمع.

-عدم وجود قوانين رادعة.

-عدم متابعه الأباء والأمهات لأبنائهم

لعل غوص أبنائنا في هذا «العالم الإفتراضي» ،حتى النخاع ؛أدى إلى تعظيم أهميته في حياتهم ، و جذب إنتباههم، وأذهانهم، وقلوبهم، واصبح النجاح «الإفتراضي» هو النجاح الحقيقي في إعتقادهم، لذلك يسارعون إلى جمع الإعجابات، والمشاركات بأي طريقة؛ ليشعروا بنشوة النجاح المزيفة، وإن لم يحدث ذلك ؛تهتز ثقتهم بأنفسهم ،وتتأثر حياتهم بأكملها، وتقع الأضرار الجسيمة على نفسياتهم.

وفي خضم الصراع الوحشي بين الشركات العملاقة، والذي يتحكم فيه رأس المال، بدون إعتبارات أخرى للتغييرات النفسية لشبابنا، يجب علينا الإنتباه لما ينحدر إليه الجيل الجديد، ومحاولة إرشادهم، وتوعيتهم قبل فوات الأوان.

وأوضح الاستشارى النفسى«جمال فرويز»
أن كل تعرى للفتيات على التطبيقات ،وتلفظ الشباب بألفاظ خارجة تخدش حياء المشاهدين، فضلًا عن التصرف بسلوكيات مرفوضة، جميعها ؛ناتج عن تناقضات نشأت من الإنحدار الثقافى الذى أصاب المجتمع.

وأضاف أنه إذا أرادت الدولة مواجهة تلك الهجمات الممنهجة، فلابد من استعادة الثقافة ،والتعليم ،والسيطرة على الإعلام، والتركيز على نشاطات الشباب والرياضة
فالشباب هم بناة المستقبل ،ونواة المجتمع الأساسية، وهم سبب قوة المجتمع ونهضته.
و ختامآ نوجه رساله للأباء والأمهات ،يجب عليهم ان يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم
في كافة نواحي الحياة .

وعلي الآباء رعاية ابنائهم ، ومساعدتهم على إكتشاف مواهبهم، ونقاط قوتهم وتنميتها، ونقاط ضعفهم، ومعالجتها ، ليصيروا أفرادآ مبدعين في المجتمع، يستطيعون شغل وقت فراغهم في عمل مفيد.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *