Share Button

 

كتب : أحمد عتمان

أعلنت طهران وبغداد في بيان مشترك حول زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى العراق أن العلاقات الحميمة بين البلدين تمثل نقطة تحول في بناء شراكة استراتيجية وأكدتا تطوير العلاقات بين البلدين في المجالات كافة على أساس التعاون العميق وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين.

وأكد البيان الذي نشره موقع الرئاسة الإيرانية ومكتب رئاسة الوزراء العراقية ووصفه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف التاريخي أن الجانبين الإيراني والعراقي قد اتفقا خلال زيارة روحاني على تنفيذ اتفاقية الحدود وحسن الجوار الموقعة بين البلدين في الجزائر في عام 1975 والتي ألغاها الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في سبتمبر عام 1980 قبل الحرب الإيرانية العراقية بثلاثة أيام وفي السياق أورد البيان أنه بالنسبة لشط العرب أعلن الطرفان عن عزمهما الجاد على تنفيذ اتفاقية الحدود وحسن الجوار بين العراق وإيران المؤرخة والبروتوكولات والاتفاقات الملحقة بها بحسن نية وبدقة وأنه قرر الطرفان البدء بعمليات مشتركة لتنظيف وكري شط العرب بهدف إعادة قناة الملاحة الرئيسية التالوك وفق اتفاقية 1975 المذكورة والبروتوكول المعني بذلك في أسرع وقتوكما اعتبر البيان أن منصة العمية منصة عراقية كما كانت من دون أن يؤثر ذلك على مباحثات الطرفين في تحديد الحدود البحرية بين البلدين وتعترف اتفاقية الجزائر بشط العرب بالتناصف بين العراق وإيران وقبل زيارة روحاني إلى بغداد تحدثت المصادر الإيرانية عن أن إحياء الاتفاقية وتنفيذها يأتي على سلم جدول أعمال الرئيس الإيراني خلال الزيارة يذكر أن الرئيس العراق قد اعتبر عام 2007 أن اتفاقية الجزائر ملغاة قائلًا إنه رفض الاعتراف بالاتفاقية خلال زيارته طهران وأكد البيان أن الطرفين أجريازمباحثات هامة في أجواء أخوية وودية وبناءة وأعربا عن رغبتهما في تطوير العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية والصحية والتجارية والثقافية والعلمية والتقنية وغيرها وأكدا عمق الترابط التاريخي والشعبي والثقافي والديني والجغرافي بينهما.

وبحسب ما جاء في البيان فإن الجانبين تباحثا في جملة من القضايا الإقليمية والتحديات المشتركة ومحاربة الإرهاب والتعاون من أجل تعزيز أمن واستقرار المنطقة وبناء شراكات اقتصادية تعود بالنفع والرفاه على شعوبهاو وحول المجالات التي شملتها اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين خلال زيارة روحاني أورد البيان أنها تشمل النفط والتجارة والصحة والنقل لإنشاء السكك الحديد بين الشلامجة والبصرة وتسهيل التأشيرات لرجال الأعمال والمستثمرين لكلا البلدين. كما ناقش الطرفان مسودة اتفاقية أمنية على أن تقدم رسميا إلى القنوات الدبلوماسية لتمريرها واتخاذ الإجراءات الإدارية والقانونية بشأنها
كما ناقش الجانبان أهمية إنشاء منافذ حدودية جديدة بينهما وإقامة مدن صناعية مشتركة وتنفيذ النقل المباشر للبضائع بين البلدين من دون تفريغها في الحدود الدولية بينهما مضيفا أن الجانبين تناولا إجراءات انتقال القوى العاملة الماهرة بين البلدين والتعاون الصحي والعلاجي والتعليمي والطبي وتجارة الأدوية وتسهيل تسجيل شركات الأدوية بين البلدين وبحسب البيان فقد أكد الجانبان سعيهما لمضاعفة التبادل في مجالات التجارة والاستثمار والاقتصاد والخدمات الفنية والهندسية والصناعية لافتًا إلى أن الجانبين اتفقا أيضا على إلغاء رسوم تأشيرات الدخول بين البلدين وفي السياق أوضح البيان أن الطرف الإيراني أعلن إلغاءه رسوم التأشيرات ا لعراقيين كما أعلن الطرف العراقي المعاملة بالمثل بالتزامن مع الطرف الآخر وبينما أعلن البيت الأبيض تمديد حالة الطوارئ بشأن إيران لعام آخر أكدت الحكومة الإيرانية أنها لن تستأذن من واشنطن في علاقاتها مع بغداد وذلك ردًا على تعليق الإدارة الأميركية على زيارة روحاني إلى العراق.

وبعد قيام الثورة الإيرانية وانقطاع العلاقات بين طهران وواشنطن أعلنت الإدارة في نوفنبر من عام 1979 حالة الطوارئ في العلاقات مع إيران عملا بالقرار التنفيذي رقم 1270 ويتم تمديدها سنويا من قبل الإدارات الأميركية المتلاحقة و قالت وكالة إيسنا الإيرانية أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قال في رده على تصريحات المبعوث الأميركي بشأن إيران برايان هوك حول زيارة روحاني إلى بغداد إن تصريحات هذا المسؤول الأميركي لا تدعو للاستغراب لأن بلاده فشلت في إيجاد موقع لنفسها بين شعوب المنطقة بالرغم من صرف مليارات الدولارات وأكد قاسمي أن قرار إيران والعراق بتطوير علاقاتهما على أساس حسن الجوار أمر استراتيجي وأن بلاده لن تستأذن من أحد للاستمرار في هذه العلاقات والحفاظ عليها وأن إيران والعراق تربطهما حدود مشتركة طويلة وتاريخ قديم ومشتركات وأواصر ثقافية ودينية ومذهبية وتاريخية بين شعبيهما
وفي أول تعليق أميركي على زيارة روحاني العراق اتهم برايان هوك طهران بالسعي إلى تحويل العراق إلى محافظة إيرانية وفتح طريق عسكري سريع عبر شمال الشرق الأوسط ليستخدمه الحرس الثوري لنقل الصواريخ والأسلحة ونقلت وكالة أنباء إيسنا الإيرانية عن ظريف قوله إن بلاده تريد علاقات طيبة مع الجارة العراقيةزوالولايات المتحدة لا يمكنها ضرب هذه العلاقات وتأتي هذه التصريحات بينما تقول مصادر إيرانية وعراقية إن زيارة روحاني لبغداد لها علاقة مباشرة بالصراع الإيراني الأميركي على الصعيدين الاقتصادي والسياسي حيث إن إيران تعول على العراق للالتفاف على العقوبات الأميركية القاسية وكذلك مواجهة واشنطن سياسيا عبر دفع حلفائها العراقيين إلى مواجهة الوجود العسكري الأميركي في العراق باعتباره خطرا على الأمن القومي الإيراني.

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *