Share Button

بقلم :الدكتورة سمر عبد العظيم

“نعم العرش هو مبتغاي وقد نشأت علي ألا أري سواه… مالعيب في ذلك؟ العرش ليس نزهة ولا هو تكريم هو مسؤولية حملها قبلي الأباء وأورثنها و ما فعلن الا لأجل نصرة الوادي ورعاية شريانه في سريانه وضمان وحدة مجراه” تفوهت الملكة بكلماتها في عزة وشموخ وهي تحدث سننموت
“ولكن مولاتي خليلة رع المفضلة لنا في فيضان النيل العظيم بدموع ايزيس كل عام عظة” بدأ سننموت الكلام وقد اعتدل في مكانه كم استشرف بدء مناظرة طويلة
ابتسمت حتشبسوت وقد قبلت المناظرة ” دموع إيزيس يا سننموت؟ كنت أظنه خير وفيض من رضا الإله حابي!”
“هو كذلك مولاتي ولن يغير ذلك من الأمر شيء فالخير ان فاض استحال للارض غرقا لذا وجب علينا أن نقرب قربانا به نصبو رضا الاله حابي”
“وما حاجه حابي او رع لقرابيننا يا سننموت ان هي الا جباية الكهنة ونحن جميعا نعلم”
“حتي وان علمنا مولاتي فالموج عال وفي طيبة يحكم دائما من يملك الدين فان اراد اصلاحا صلحت وان أراد أن يشيع الخرافة كانت له التاج والعصا”
“أعلم ذلك يا سننموت وأعلم أن هؤلاء الكهنة المتربعين بمعبد الاله رع قد باعوا ضمائرهم لمن يدفع وقد اشتري تحتمس الثالث وأمه الجارية، السؤال الآن ماهي معركتنا القادمة؟”
تنهد سننموت كمن يزيح جبلا ارتكن علي صدره “مولاتي معركتنا الآن هي الحفاظ علي حياتك أولا! “
اعتدلت حتشبسوت وكأنها تستدعي كل قوتها وضحكت بصوت كاد لا يعرفه من عرضه و رخامته “أموت حيث يأمر رع ولن يحميني من أنوبيس ان ارادني حتي جدران معبد الدير البحري وان اختبأت في أعمق صوامعه!!! أحب أن أموت في ساحة القتال يا سننموت”
“اذاً أموت معك مولاتي وحبيبتي ولكن حتي يأتي أنوبيس بأنيابه لكلينا وقبل أن نقتاد سويا في معيته لعالم دوات السفلي علينا أن نحمي العرش فتحتمس علي الرغم من صغر سنه الا أنه لا يري في الحكم الا فرصة هائلة للتوسع والحرب، عكس رؤيتك مولاتي وقد عاش أهل طيبة في كنفك رخاءا وازدهارا و ما بارت لهم تجارة منذ شرف بك التاج الأحمر”
“أعلم يا سننموت وقلبي ينفطر علي أهل الأسواق فحين تدق طبول الحرب تبور التجارة ويعز الخبيز ولكن عزائي أنه لن يكون الحاكم الأوحد فستكون نفرو رع ملكته وصاحبة الدم الملكي في القصر”
ارتعد سننموت واهتز بداخله زلزال جاهد أن يخفيه وهو يتخيل نفرو رع الجميلة وقد ارتدت ثوبا أبيض من حرير غزل لها خصيصا تدلي علي جسدها النحيل ليظهر مفاتنها البريئة وقد اختبأت خلف حليها الذهبي و عيناها مكحلة حزينه و من خلفها زفة من كهنة الدير وقد اقتادوها قربانا لشاطيء النيل العظيم وهو يفيض بدموع ايزيس علي معشوقها أوزوريس
اندفع منه الكلام دون حساب “قربانا مولاتي؟؟!!!!!” ثم سكت و طأطأ رأسه و هو يعلم أنه قد أتي بما يوجب عليه السجن ان أرادت حتشبسوت أن تكتم انفاس قلبها.
ما حماه الا الدموع في عينيه تنهمر علي صدره في مشهد ادمي قلبها
“كيف تقول ذلك!!!؟ اتظنك تحبها أكثر من أمها؟”
“العفو مولاتي لكن الا يقلقك أن تكون نفرو رع في وسط كل هذه المؤامرات؟ فمنذ حدث ما حدث من تمثيلية مأجورة بمعبد رع وانت تتعرضين لمحاولات مستميتة علي حياتك. كل من حولك خأئنون والسم قد يأتي في أي شربة ماء. بالأمس نجوت من محاولة مؤكدة للقتل و كل يوم جديد ننتظر سهما جديدا”
“أنا نجوت لأن وقتي لم يأتي بعد ولن يأتي أبدا بأمر تلك الخادمة ونجوت لأنك في ظهري و أنت أيضا ظهر نفرو رع و سندها ولن تخاف أبدا وأنت راعيها”
اعتدلت في جلستها واشاحت قليلا بوجهها لليسار في ايمائة أن الحديث قد انتهي…. فانتهي مؤقتا
سننموت_حتشبسوت
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *