Share Button
حكم القمار في الإسلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن القمار من أعظم الكبائر التي حرمها شرعنا الحنيف، حيث يقول الله تعالى ” يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون” والميسر هو القمار كيفما كان نوعه، وكيفما كانت تسميته، لأن التلبيس على الناس بتسميته لعبة، أو حظا، أو رهانا، أو ميسرا خيريا، أو غير ذلك، لا يغير من حقيقة تحريمه شيئا، ويقول ابن القيم رحمه الله ” فتغيير صور المحرمات وأسمائها، مع بقاء مقاصدها وحقائقها، زيادة في المفسدة التي حرمت لأجلها” ولذلك قال مجاهد “كل القمار من الميسر، حتى لعب الصبيان بالخرز” ويدخل فى ذلك القمار باللعب بالورق، والمكعبات، ورهان الخيول، ورهان الفرق الرياضية، وألعاب اليانصيب، وما يعرف بالقمار الإلكتروني.
ورهان الشطرنج، الذي يسمى في المصطلح الشرعي بالنردشير، الذي جاء في ذمه قول النبي صلى الله عليه وسلم “من لعب بالنردشير، فكأنما صبغ يده في لحم خنزير و دمه” رواه مسلم، وغير ذلك من طرق تحصيل المال الحرام، بل إن مجرد الدعوة إلى القمار أمر محرم يستدعي الكفارة بإعطاء صدقة، فكيف بلعبه؟ فيقول النبي صلى الله عليه وسلم “من قال لصاحبه تعالى أقامرك فليتصدق” رواه البخارى ومسلم، فأخشي أن يمر بنا زمان ليأتى من يقول الشيخ فلان يرى حرمة الخمر، والشيخ فلان يرى أن الخمر ليست حراما، والشيخ فلان يرى أن الصلوات خمس، والشيخ فلان يقول يكفي اثنين او ثلاثة، الشيخ فلان يرى أن صيام رمضان فريضة، والشيخ فلان يرى انه مستحب للقادر عليه.
وهكذا نصل الي مرحلة من الحضيض، وربما تضحكون الان معي مع هذه الامثلة لكن ما كان قولا فكاهيا أوفيه نوع من الطرافة بالأمس صار اليوم يقال ويردد ويسجل بصورة عجيبة وبجرأة أكبر وأغرب، سبحان الله، فالمسألة ليست مسألة قال فلان، وقال علان، فإن المسألة هذا أمر الله لما قال الله وأقيموا الصلاة، هذا ليس رأى لفلان ولا علان فإن هذا قول الله، كتب عليكم الصيام هذا قول الله وأحل الله البيع وحرم الربا هذا قول الله، ولما نقرأ “فاجتنبوه” في الخمر هذا أمر الله وهكذا لا تحتاج المسألة لرأي فلان، ولا علان، لا نضرب بالقرآن عرض الحائط، ثم نقول هذا رأى فلان المتشدد، وأما رأى فلان المترخص فهو كذا وكذا، فإن هذه مسألة مهمة جدا أقولها وأنا حزين أننا بلغنا في الخطاب الاعلامي لهذه الدرجة.
ولذلك دائما ما أقول وأكرر محذراً إخواني ابتعدوا عن نشر مثل هذه المقاطع التي نتداولها على سبيل الانكار، فيقول لك انتبه الشيخ فلان يرى كذا وكذا، وهذا فعلا ليست نكتة فإن الشيخ فلان خرج، وقال إن القليل من الخمر جائز، وبعضهم قال إذا أباح ولي الامر الخمر فينبغي طاعة ولي الامر، فأنت اليوم ترسله محذرا أو من باب الإنكار، وغدا ستكون هذه هي الشبهة التي ألقيت في القلوب ووجدت قبولا، فليس كل الناس يحسن الاستماع، وليس كل الناس يحسن الفهم بعد الاستماع ، وهنالك شبهات تلقى حتى تلقى قلبا مريضا او هوى متبعا فينزلق وراء هذا، وأما عن قضية الربا لا فصال فيها، وهى أما إنك تأخذ بهذا سمعنا واطعنا، أو تقع في المعصية هذه بينك وبين الله.
لكن أن يأتى من ينكر القطعيات ويقدم عليها الشبهات هذا الذي نحذر منه الآن فالبعض يرسل هذه المقاطع إما مستنكرا وإما محذرا وهذا يتناقل في وسائل التواصل ربما مع التعليق أو بدون التعليق، وربما يصادف جاهلا ربما يصادف صاحب هوى فيقتنع بالكلام.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *