Share Button

خالتي نادية

قصيدة بقلم الشاعرة:مني الغريب

لما فتَّح عمري عينه
كنت لسَّه لحمة حمرا
شالها لابيض كان غطايا
وابتسامتها الجميلة
كات مرايتي
وكات حمايتي ..ويمكن أكتر
أدِّنت في الودن مرة
وكبَّرت في التانية مرة
شوفت فيها القلب طيب
صوتها كان هادي وقريب
خالتي نادية زيِّ أمي
حبها بيجري في دمّي
لما شالتني بإيديها
العينين بالرقوة تدعي
وقلبها سمّى وكبَّر
خايفة من عين الحسود
حبها مالوش حدود
واما خطيت الخطاوي
قلبي ناوي
خطوته هتروح إليها
لمّا تنده بس ليَّا
واتسنِد بكفوف إيديَّا
و قبل مااتكعبل ف شوفي
وقبل ما تخطِّي كفوفي
قولت نادية
واعتبرت الإسم عيِّل
واتولد من بين حروفي
خالتي نادية ..كات جارتنا
بيتها كان آخر حارتنا
تلتقيها ف كل بيت
ويَّا مولود في السبوع
في الفرح أو في الدموع
جوزها كان جزار وراجل
كلمته مالهاش رجوع
كانت الصدر الحنين
للِّي بكَّاه الزمان
كات تطيِّب، كات تحنِّن
لما يتشاكلوا الجيران
كنا بنشوفها ف صِبانا
ست كات آخر شطارة
وكات مثال للجدعنة
لما مات جوزها وفضلت
وبجدارة…
فاتحة دكانه سنة
و أجَّرتها لما تعبِت
وضهرها بهمُّه انحنى
خالتي نادية كات حياتنا
كنا ننهي مدرستنا
هوب .. قول طيران عليها
قبل ما نرجع بيوتنا
كانت الضحكة ف جبينها
تملا في قلوبنا المحبَّة
كنا بنخلَّص دروسنا
وامَّا نلعب
نجري ليها ونستخبى
وكانوا دايما يمسكونا
خالتي نادية يعلا صوتها
ويَّا ضحكتها الجميلة
واما بتنادي علينا
كنا نقعد بين إيديها
تحكي عن أيام زمان
وحكاياتها
اللي ما بتخلصش يوم
نبقى مش عايزيين نقوم
كانت أمي تقول عليها
أختي نادية .. هي خالتك
ياما كلْنا ف صحن واحد
ياما قسِّمنا الهموم
ياما قسمنا الهدوم
بيني وبينها
والخصام عمره ماهوِّب
ولا قرَّب بينَّا يوم
واما كنت اسأل تقولي
هي أختي
اللي ماجبهاش ابويا
خالتي نادية مصطفيها
ربنا بأخلاق جميلة
واما م الأولاد حرمها
كلنا كنا لها عيلة
اللي بيناديها يا أمه
واللي بيناديها خالتي
واللي مابيعرفش ينطق
واللسان بيقولها (دادية)
هي والفرحة ف عينيها
قلبها لابيض سايعنا
جمَّعِت أولاد شارعنا
علِّمْتنا سلوك كتير
ع اللي صح، وده حرام
كلمة حلوه تبنى بيها
واللي وحشة اسكت قوام
قبل ما تنطقها فكَّر
هيَّ ملح ، ولَّا سكر
ولَّا تِؤذي بيها غير
واما جانا الصبح نادى
خالة نادية مالْقهاش
التقى الإسعاف
خدتها
لما فجأة هي وقعت
دوغري ع الإنعاش ودخلت
ناس حارتنا جريوا راحو
كله بالمساعده باحوا
واتملا المستشفى بيهم
واما قالوا الدم فين؟
و مين هايتبرع عشانها؟
والفاتورة لمين هانكتب
كلُّه قال والرأي واحد
إن كل دول عيالها
بالطابور والكل مادد
عِرقه لجل الحقنة تركَب
خالتي نادية في الرعاية
والبُكا مالي العينين
والإيدين للرب تدعي
والدعاء م الطيبيين
يسألوا المولى شفاها
بالصلاه ع المرسلين
خالتي نادية طول حياتها
جوهرة أمي النفيسة
لما يوم تشكي بهمومها
تلقى نادية أحسن جليسة
عمرهاش بالسرِّ باحت
وامَّا م الدنيا استراحت
قالوا : ماتت
غسِّلوها بين دموعنا
وانتظرنا
ويَّا كل عيال حارتنا
لجل مانصلِّي عليها
واكتشفنا
يوم وفاتها
انهم صلوا ف كنيسة
……

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *