كتب ابوسليم عبود
سيكون هناك العديد والعديد من التساؤلات التي ستشغل بال الكثير عن عملية قدوم الصحفي جمال الجمل من تركيا الي مصر بمحض إرادته والقاء القبض علية بعد وصولة الي المطار
وبالرغم من أن جمال الجمل كغيرة من الذين خدعوا بما قدم لهم من امتيازات عند خروجهم من مصر بشرط أن يقوم بسب مصر والنظام المصري في اي وقت وطول الوقت مثلة مثل الكثيرين ممن خرجوا من أجل تلك الوعود الكاذبة ومن أجل إكتمال العقد حتي يظهر للجميع أن الاضطهاد داخل مصر يشمل الجميع كتاب وصحفيين وفنانين ورياضيين وخلافة
يتحدث الإخوان وموالوهم عن جمال الجمل بمنطق الاستعباط المطلق، فحساباتهم امتلأت بأحاديث عن مظلومية الرجل الذي تم القبض عليه فور عودته من اسطنبول إلى القاهرة، ورغم أننا لا نملك تأكيدًا لحقيقة ما حدث معه، لكن رواية الإخوان المحاطة بـ”الاستعباط”، تثير سؤالا مفصليًا يمتلك أيمن نور إجابته، ورغم ذلك لن يستطيعوا أن يطرحوه عليه في قنواتهم البائسة..
لماذا هرب جمال الجمل من تركيا وعاد إلى القاهرة؟
قبل أن يحدثونا عمّا يقولون إن الرجل تعرض له في القاهرة، عليهم أن يحدثونا عن أسباب هروبه من جنة العثمانلي، هل صحيح ما يقوله عمرو عبد الهادي وسامي كمال الدين عن تضييق بطله أيمن نور أحاط بجمال الجمل حتى كاد يخنقه؟
هل سيجرؤ هيثم أبو خليل على تخصيص حلقة من برنامجه “حقنا كلنا” يحاكم فيها ولي نعمته أيمن نور على الهواء مباشرة بسبب ما تعرّض له جمال الجمل؟ أم أن هيثم رجل حر حينما يتعلق الأمر بالدولة المصرية فقط، بينما يفقد حريته أو رجولته أو كلاهما أمام أيمن نور واللي مشغلين أيمن نور؟
ما يثير الضحك هو الكوميديا السوداء التي جعلت أيمن نور نفسه يتحدث عن وضع جمال الجمل في القاهرة، دون أن يتحدث عمّا فعله بجمال الجمل في اسطنبول لكي يهرب إلى القاهرة..
اللهم هجرة.. شعار برّاق يخدع الأعين و”الجيوب” بسراب يحسبه الظمآن ماء في اسطنبول، حتى إذا جاءه وجد خسة وندالة وأيمن نور أو ربما أيمن واللي مشغلينه يتلاعبون بمصيره ومصائر الآخرين!
ورغم أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها أحد الهاربين إلى اسطنبول لذلك الموقف، اتفقوا جميعًا في تواطؤ فاضح مفضوح، واستعباط مقيت، وطناش مطلق، على تجاهل رحلة جمال الجمل التي قادته إلى مطار اسطنبول، والحديث عن وضعه في القاهرة.. حرفيًا مفيش دم!