Share Button

بقلم/ دكتور — عصام المصري

——- هدفي كان أطلع دكتور … بس فشلت في الثانوية العامة. —– حين أسمع هذه الجملة من شاب دخل كلية لم تكن وفق رغبته. فيصف بها نفسه. فإني أعجب من أسرته التي تركت الإحباط يتفاقم داخل الابن حتى غلب على ظنه أن فشله في هدفه – الذي أظن أنه الأول في حياته – هو فشل في الحياة كلها. تلك الأسرة التي ( فشلت) في تعزيز ابنها تعزيزا إيجابيا. إن من الأوليات الفكرية التي يجب أن نرسخها في نفوس أبنائنا وعقولهم فكرة ( فقه الوقت) و( واجب الوقت) . فلابد أن يكون فقيها بوقته. يعلم ما يفرضه عليه. ويكون عالما بما يجب عليه تجاه هذا الوقت. وما يجب أن يفعله فيه. وكيف يتعامل مع فرضياته. علِّم ابنك أن الحياة محاولات. الإخفاق فيها وارد. بل وارد جدا . وأن النجاح له مذاق يذيب كل ما فات من الإحباط. بيدك أن تنزع من شخص ولدك وبنتك روح الإحباط تماما. وذلك لا يكون إلا بالتفهيم والتعليم والتلقين المباشر . والرباط الوجداني بينك وبينهم . علم ابنك . قل له : (( إذا كان أمامك هدف. فأعد له كل الأسباب. واجتهد فيها. فلو اخفقت فيه. فانظر إلى ما بعده. إلى المرحلة الجديدة ما بعد هذا الإخفاق. وتأمل. واخلق لنفسك هدفا جديدا يتناسب مع المرحلة. واسع إليه. مستمدا التوفيق من القوة العظمى التي لو تعلق باطنك بها. فإنك لن تهزم أبدا. وإن أخفقت ألف ألف مرة. لأنك واثق بتدبيره – سبحانه-)) . ودعت زوجتي منذ قليل وهي ذاهبة لأعمال امتحانات الثانوية العامة. وأخذني الفكر إلى موقف بات قريبا. وهو وقت إعلان نتيجة الثانوية العامة. وما نراه كل عام من أزمات نفسية. وما نراه من طلابنا حين يدخلون كلية لا يرغبونها. ففكرت في كتابة منشور استباقي يسهم في التخفيف من حدة تلك الثقافة التي باتت سائدة. رسالتي لطلاب الثانوية العامة الذين يمتحنون الآن : اجتهد قدر طاقتك. لا تدخر جهدا. وضع تعب والديك نصب عينيك. لكن اعلم أن ما سيقدره الله لك هو الخير لك في كل الأحوال. إذا وفقك الله في تحقيق هدفك فاشكر لله توفيقه بمزيد الجد والاجتهاد. وإن لم تنل ما رغبت فهذا ليس فشلا ولا إخفاقا في الحقيقة. فإن هناك هدفا هو الخير لك ينتظرك . وينتظر فقط أن تبحث عنه وتسير بكل همتك إليه.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *