😈مجرمون متفيقهون😈
الانسان الخير لا ينقسم علي نفسه فيكون طيبا صاحب خلق احيانا وخبيثا ملوثا احيانا اخري بل تسود خلاله وصفاته صبغة واحدة ووجهة ثابتة إذ ان معني الإيمان بالله لديه أن يكون أهلا لمعرفته جديرا بالانتماء إليه ولا يصلح لذلك إلا من هذب نفسه وصان عرضه ومسلكه وأصلح هيئته وذكي قلبه وسيرته وارتقي بخلقه فكيف ينتمي الي الله مسيئ في أحواله وأعماله مريب في خلاله؟! ولابد للمرء من جهاد دائم للنفس حتي تبرأ من رذائل الأثره والهوي والخيانة والعدوان وأكل الحرام والاحقاد الدفينة فأي دين يبقي مع بقاء هذه الآفات ؟! ولقد عاشرت شخصا فألفيته لا يخرج من بيته إلا كما تخرج الذئاب من الغابه إلا لتفترس كل من تلقاه في طريقها وعرفت أخر مشغول دوما بهدم الاخرين والبحث عن عيوبهم والتسلي بآلامهم وأكل لحومهم والخوض في أعراضهم وأعجب لماذا يتخيل البعض من المتحامقين الجهلاء انه لايبني ذاته إلا إذا هدم غيره ! والاعجب ان ذئاب الغاب يطردها إما الشبع او نباح الكلاب اما ذئاب البشر فلا يطردها إلا الشبع من لحوم الفرائس !! وهناك صنف اخر من الباحثين عن المتعه يمدون اعينهم الي العورات المكشوف منها والمستور وقد ظنوا ان ذلك من حقوقهم الأصيلة في إشباع شهواتهم المنحطة حتي الثمالة لان الكبت وحبس الرغبه المحرمة من وصايا الاديان الباليه التي عفي عليها الدهر ألا ساء مايحكمون!
ان من المقطوع به ان البعد عن القيم الأصيلة الراسخة التي تذكي النفس وتطهر الروح يجعل الدنيا جحيما مستعرا لا يطاق ويجعل الوشائج الانسانيه في الحضيض كما ان حاله الفصام التي تعتري هؤلاء في الفهم تدفع حتما الي مهاوي الهلاك والحل الفذ ان نعود الي حقيقه الدين فنوثق علاقتنا بربنا من ناحيه ومن ناحيه اخري علاقاتنا وتعاملاتنا واخلاقنا وسلوكنا لتكون محكومه بمعالم التقوي وخشيه الله ومراقبته والتأهب للقائه لتكون ربانيه طاهره وأخوه مواسيه وصالحات مبرره ( ومن يسلم وجهه الي الله وهو محسن فقد استمسك بالعروه الوثقي والي الله عاقبه الأمور ) سوره لقمان ٢٢ ( يراجع مقال حقائق في التربيه للشيخ محمد الغزالي كتاب تراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل من ص ٨٧ حتي ص ٩٠ )
وأذكر ان الامام الاصمعي رأي شخصا يسرق رمانة من جارية خلسة فتتبعه حتي رآه يتصدق بها علي مسكين فلما ناقشه في الأمر رد متفيقها أنه يتاجر بذلك مع الله اذ ان السرقه تكتب عليه سيئه واحده لكن الصدقة بعشر حسنات فصحح له الاصمعي ما تردي فيه من خطيئه في فهمه مؤكدا أن السرقه كتبت عليه خطيئه عند الله تورده موارد التهلكه وتلقي به في قعر الجحيم لكن الصدقة لن يقبلها الله تعالي حتما لأنه طيب لا يقبل إلا طيبا وشبهه بأنه كمن يغسل الثوب النجس بالبول ليطهره والله تعالي لا يمحو الخبيث بالخبيث وانما يمحو الخبيث بالطيب وما أكثر هؤلاء الحمقي الذين يؤمنون انه اذا غاض الماء حل التيمم ولو بأقذر التراب فمنهم المرابي الذي يبني مسجدا ومنهم السارق الذي يوزع اضحيات العيد التي سرقها من اموال الناس ومنهم المرتشي الذي يهرع إلي الحج او العمرة مرائيا ولا يخشي ان يقال له من فوق سبع سموات لا لبيك ولا سعديك عملك غير مقبول وذنبك غير مغفور وسعيك غير مأجور فمن تسربل بالمال الحرام يبقي عريانا أبد الدهر وان تصدق بجل ماله فلن يقبل منه وستنزل عليه لعنات السماء في الدنيا وسيكون المال الحرام زاده وركابه إلي قعر الجحيم يوم الحساب ولقد عاشرت شخصا ناط به المجتمع ان يفصل بين المتخاصمين فإذا به يجامل تاره ويتحيف علي حقوق الآخرين تارة اخري وينحني امام عواصف الشهوات تارة ثالثه ثم تراه بعد ان يجترح ما اجترح من جرائم يشيب لهولها الولدان يقوم ليصلي ركعات يرسم فيها علي وجهه الأسود آيات خشوع زائف فهل يقبل الله منه صرفا او عدلا او عملا بعد ان عبث بقداسه مهنته وشرف وظيفته وأضاع الحقوق وهو المؤتمن عليها ؟! والغريب في الأمر أنك إن حاولت أن تسدي الي هؤلاء نصحا تستنقذ به أرواحهم وتخلصهم بها من اغلال الاثم والرذيله انتفخت أوداجهم واحمرت وجوههم وقطبوا الجبين وأخذتهم العزه بالإثم وجادلوك بالباطل ليبرروا لأنفسهم التردي في ارتكاب تلك الفظائع في تفيقه جهول والبحث عن فتاوي ما أنزل الله بها من سلطان لتزييف الصوره وقلب الاوضاع وتجميل وجوههم القبيحه وفيهم يقول رب العزه ( الذين ضل سعيهم في الحياه الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا )سوره الكهف
إن البلاء شديد لكن طريق الخلاص والتطهر من ارجاسه واضح جلي فبقدر ما نثوب إلي رشدنا ونتمسك بقيمنا السرمدية السامقة بإخلاص وفهم سديد يجمع بين التقوي في العلاقه بين الخالق الاعظم وعباده وحسن الخلق في العمل والمعاملات والسلوك مع الناس بشكل ينطق بعظمه هذا الدين الذي جاء لينير دياجير ظلم البشرية ويقودها إلي الحضارة و الي طريق الهدي والنور حتي لا تتردي في مهاوي الهلاك بدلا من التطهر بالنجاسة والبحث عن فتاوى شاذه كما يفعل المجرمون الجدد المتفيقهون والأساس في ذلك انهاء حاله الفصام حتي لا نبقي أسري لعبيد الأشكال والمراسم ونهمل حاله الاخلاق في التعاملات لتنهض هذه الامه من وهدتها وتفيق من غفوتها لترتقي مكانا عليا بين الامم هي به جديره وبذلك تقوي الحصون ويتراجع العادون وترتفع الشبهات وتسود الأخلاق في المجتمعات وهو ما يقيها شر الزلل والضياع والانهيار وبذلك وحده يرتفع البناء الذي تصدع وننقذ أمه عظيمه من مهاوي الفناء والهزيمه
🌹المستشار/ عادل رفاعي🌹
