Share Button

بقلم ا.د/إبراهيم محمد مرجونة
أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية-رئيس قسم التاريخ
كلية الآداب بدمنهور

الانتباه : عملية تركيز الشعور فىشىء مثير سواء كان هذا المثير حسيا او معنويا , المحدد الاساسى للسلوك ويحمل صاحبه الى ادراك موضوعات من فئه معينه.
تـــشتــت الانتباه : يمكن تعريفه بأنه اضطراب يؤدى الى عدم القدرة على الانتباه المستمر أو التركيز على مثير ما في البيئة وعزل المثيرات الأخرى ، حيث يشعر الفرد كأنه يصارع للاحتفاظ بتركيزه وانتباهه مع عدم مقدرته ، مما يؤدي تجنبه أي مهمة تتطلب الانتباه . ويصيب الشرود الذهنى جميع الفئات العمريه ولكن بشكل اكبر عند الاطفال
يبدو أن التشتت وغياب الانتباه في بعض الحالات يؤدي إلى تراجع وتآكل الذاكرة البشرية، أو ربما خلق ضرر لا يمكن إصلاحه لأداء الدماغ، كذلك تقليص قدراتنا على القيام بعمل عميق ودقيق.. فإما أن تكون مركّزاً أو أنك تهدر وقتك،و يصور الكثيرون التشتت والإلهاء كوباء مدمر للبشرية.
يقول الروائي البرازيلي باولو كويلو: “إذا كنت تعتقد أن المغامرة محفوفة بالمخاطر، فلتجرّب الروتين.. إنه قاتل.
وفي بعض الحالات يمكن أن يساهم التشتت في تخفيف الألم كما وجدت دراسة حول ذلك، ومن المدهش الدور الذي لعبه الإلهاء في علاج حالات مثل القلق، لذا قد يكون التشتيت هو طريقة فعّالة لمكافحة الألم من دون الحاجة لأخذ المضادات الحيوية! لذا فالتكنولوجيا الحديثة يمكن أن تلهيك عن ألمك في الوقت الحاضر، كما يمكن أن تجعلك أقوى في المستقبل.
في المحصلة.. ما تتعرض له من تشتت لا يمكن أن يكون سلبي أو إيجابي، لكن هناك مجموعة متنوعة من العوامل، التي تؤثر على حياتك كفرد وعلى إنتاجيتك في العمل؛ من تفاعلات معقدة بين ما هو مطلوب إنجازه وطبيعة المهمة الأساسية التي تقوم بها ومدى ارتباط التشتت بها، هذا ما بينته دراسة نقدية حول تأثير التشتيت على الذاكرة والإدراك (الأداء المعرفي)، فعندما تكون المنبهات ملائمة لهدفك، فهي ليست تشتيتاً حقيقياً، وبالعكس عندما يتطلب التحفيز استجابات (أي أداء ثنائي المهمة).. سوف يشد انتباهك، كذلك يميل الأشخاص الذين يقومون بمهام صعبة إلى مقاومة التشويش أكثر من أولئك الذين يؤدون واجبات سهلة.
قد تكون التكنولوجيا مصدر للتشتت وقد تكون سلبية لكنها ليست عدواً، كما تمتلك وسائل التواصل الاجتماعي نفس تأثير أكل البطاطا في التسبب بمرض الاكتئاب!!
التشويش ليس مشكلة! كذلك السبب في التشتت يمكن أن يضرّ أو يساعدك، فعندما يتعذر عليك العثور على الطريق المؤدي إلى التركيز، قد تستخدم الإلهاء كباب للتسويف، أو للهروب مما لا ترغب في مواجهته، بالتالي يصبح التشتيت؛ طريقة سهلة للهروب من التعامل مع الواقع.. والناس العاديين يحولون التشتت من الوضوح والهدوء إلى النسيان واللهو، بينما يلجأ العمليون والحكماء في فترات الإلهاء التي يمرون خلالها؛ إلى الإدراك الداخلي والتركيز، فهل تستخدم التشتت وعوامله للهروب أم للنمو لشخص؟
عقليتان للتعامل مع التشتيت
– الهروب من الواقع: استخدام التشتيت لاستعادة القوة ومكافحة الألم هو شيء جيد، لكن العيش في حالة إنكار أمر مختلف تماماً؛ إذ لا تكمن المشكلة في تشغيل ألعاب الفيديو أو مشاهدة حلقة من مسلسل دراما في الحصول على المتعة.. لكن القيام بذلك لتجنب المسؤوليات أو القيام بمهمة هو المشكلة.
– النمو والتطور: يمكن أن يساعدك الإلهاء والتشتت على الاستعداد للتعامل مع المستقبل، حيث يمكنك تحويله إلى وقفة ذات مغزى بين المهام، لا سيما أن الغرق في العمل دائماً يمكن أن يكون ضارًا مثل الإزعاج المستمر.
هذا ويحتاج دماغك مثل جسدك إلى الراحة من وقت لآخر، ويمكن أن يساعدك ترك تفكيرك “للا شيء”.. في إطلاق العنان للإبداع واكتشاف أشياء جديدة، مع ذلك لا تؤثر جميع أشكال الإلهاء على الأشخاص بالتساوي.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *