Share Button

كتب /أيمن بحر 
متابعة /محمد محسن السهيمي 
اللواء رضا يعقوب الخبير الامني بدأت سياسته تظهر من خلال خطاب القاه عام 2007 “إننا اليوم نشاهد إستخدام القوة العسكرية فى العالم علاقات تغرق العالم فى هذه الهوة الصراعات الدائمة الواحد تلو الآخر” خطاب جاء قبل ثلاث سنوات من إندلاع ثورات الربيع العربى، وبحسب وول ستريت جورنال وجد بوتين نفسه مدافعاً عن الوضع الراهن الذى يسود المنطقة، وأصبحت علاقاته بعد ذلك متطورة سياسياً وإقتصادياً، وبعد مقتل القذافى على يد مسلحين معارضين إثر غارات للناتو على موكبه قال بوتين” من أعطى الناتو قتل القذافى؟” وإنتقد محاولات تغيير الأنظمة بالقوة، وأن الأنظمة التى تطورت فى هذه المنطقة تتناسب مع عقلية سكانها، بوتين الذى إنتقد إستخدام القوة العسكرية فى مؤتمر ميونيخ إستخدمها فى سوريا بزعم مساندة الأسد، ولم يبقى أى شئ كما كان عليه، إن روسيا ليست قوة إقتصادية عملاقة، تعتمد على القوة الخشنة، لا الإقتصادية التى تعانى منها روسيا، ولا ثقافية، ولا سياسية.
عشرون عاماً من حكم بوتين….كيف سياسة روسيا فى الشرق الأوسط الرئيس فلاديمير بوتين يحتفل بعامه العشرين على رأس السلطة فى الكرملين، ماهى تحولات السياسة الروسية فى عهده؟ كيف أضحت السياسة الخارجية الروسية خاصة فى الشرق الأوسط؟.
القيصر، الثعلب، درع روسيا وسيفها، البومة، الخارق، القاب ذات خلفية سياسة القيت للرئيس الروسى بوتين، إن الألقاب تلقى على الزعماء الحاكمين إما نفاقاً أحياناً، أوإستجداءً أحياناً أخرى، وقل ما تكون إنصافاً وإحتفاءً، لكن المسيرة السياسية للرئيس بوتن حافلة جدلية جديرة بالتمعن، حوله تنقسم الأراء، بالنظر الى دوره فى سوريا يراه البعض مجرم حرب، والبعض الآخر يراه صاحب فضل على بلاده بعد تفكك الإتحاد السوفيتى الى نقل بلاده الى القوة العظمى يحسب لها الف حساب، وتقييم سياسته على مدى عشرين عاماً بالشرق الأوسط، سلطان روسيا نجح فى تثبيت قوته الداخلية، وبالسياسة الخارجية أصبح الرجل الأقوى، نجح خلال العشر سنوات الأخيرة فى تثبيت قوة روسيا كقوة دولية وليست أقليمة خاصة فى الشرق الأوسط، الآن روسيا قوة شرق أوسطية بإمتياز، نجح فى نسج شبكة علاقات تكتيكية وإستراتيحية وعسكرية مع معظم دول المنطقة، نظم علاقاته مع” مصر، تركيا، إيران، دول الخليج العربى” كانت علاقة روسيا بالشرق الأوسط مرتبطة بالحرب الباردة، لكن عندما عين بوتين رئيساً للوزراء فى 9 أغسطس عام 1999 كانت تسمى وقتها روسيا برجل أوروبا المريض، إقتصاد منهار، الوضع الداخلى متأزم للغاية، صراعات مع دول الجوار، الحرب ضد الإرهاب، الآن تقف روسيا فى الشرق الأوسط كقوة دولية وليست أقليمية، تركيا خاطرت بعلاقاتها السياسية مع الولايات المتحدة الامريكية وحلف شمال الأطلسى وإشترت منظومة الدفاع الروسية على الرغم من كل الضغوطات الأمريكية، وأصبحت روسيا رقماً فى الشرق الأوسط، هذا بفضل سياسة بوتين، لكنه تغيب فى اليمن حتى بالمؤتمرات وقرارات الأمم المتحدة، لكن روسيا تدخلت فى سوريا عام 2015، وحصلت صفقة روسية تركية من خلال رئيس كازاخستان بعده تحول بوتين الى تأييد أردوجان على حساب سوريا، لكنه لو إستمر فى هدف تحرير شمال سوريا لقضى على الإرهاب، إن وثائق رسمية تؤكد أن تدخل روسيا فى الشرق الأوسط كان فى عهد بيل كلينتون عام 1996 فى لقائه مع يلتسين الرئيس الروسى آنذاك، حيث قال ” شراكة متكافئة وبإمكان روسيا الإطلاع بدور مهم من خلال نفوذها على سوريا وحزب الله”، لكن روسيا التى تمتلك خمسة آلاف وثمنامائة رأس نووى مقابل الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك خمسة آلاف وخمسمائة رأس نووى لكنها تحجم نفسها دولياً، فى الوطن العربى وشرق أوروبا سياستها حذرة جداً ومتردده، ذلك اتاح لإمريكا إجتياح الشرق الأوسط.
إن الإقتصاد عصب الحياة، المرتبة الأولى دولياً الولايات المتحدة الأمريكية، والمرتبة الثانية الإتحاد الأوروبىن ثم الصين، إن يريطانيا تتفوق إقتصادياً على روسيان لذلك منذ عام 2014 لم يستطع ضم جزيرة القرم الى روسيا، لذلك بوتين يصيغ سياسة طموحة للغاية على المسرح الدولى على الرغم من ضعف الإقتصاد الروسى، لكنه إستفاد من أخطاء الغرب بإحتلال العراق، تدخل الناتو فى ليبيا، الإنكفاء الأمريكى عام 2006 لكن وجود إرادة سياسية روسية طموحة للغاية لملء الفراغ الأمريكى وإتجه حتى الى إسرائيل لتوطيد العلاقة معها ضد المصالح السورية، إنه يتحرك بالسياسية الواقعية لا الأخلاقية، إنه يشترى الرأى العام الخارجى حتى فى الولايات المتحدة الأمريكية، لا يملك القوة الناعمة التى تشترى القلوب والعقول.

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *