Share Button
فى طريق النور ومع أحوال الفرج والشدة “جزء4”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الرابع مع أحوال الفرج والشدة، ولم أذكره إلا في الصباح فعدت إلى المكان حتى أجده ولكن كأن الأرض ابتلعته، فهونت على نفسي المصيبة وقلت لعل قيمة الحجر ثلاثة آلاف دينار أغرمها له، فخرجت إلى الحج ولما رجعت حاسبتك على ثمن متاعي، واشتريت للأمير ما أراده، ورجعت إلى بلدي فأخبرته بخبري، وقلت له خذ مني ثلاثة آلاف دينار عوضا عن الحجر فقال قيمته خمسون ألف دينار وقبض علي وأخذ كل ما أملكه من مال ومتاع، وأشهد علي في جميع أملاكي وقام بحبسي سبعة سنين وفي هذه السنة سأله الناس في أمري فأطلق سراحي، فلم أتحمل العيش ببلدي فخرجت وجئت مع الحج الخراساني، فأمشي طول الطريق ولا أدري ماذا أفعل.
فجئت إليك لأشاورك في معاش أتعلق به، فقلت له قد رد الله عليك بعض ضالتك لأن والله هذا الهميان الذي وصفته هو عندي، وكان فيه ألف دينار أخذتها، وعاهدت الله تعالى، أنني سأعيدها لمن يعطيني صفة الهميان، وقد أعطيتني أنت صفته، وعلمت أنه لك، فقمت وأحضرت له كيس فيه ألف دينار وقلت له تعيش بهذا في بغداد، فقال لي يا سيدي الهميان بعينه عندك لم يخرج عن يدك ؟ قلت نعم، فغشي عليه فلما أفاق بعد ساعة، قال لي أين الهميان؟ فجئته به فطلب سكينا وخرق أسفل الهميان، وأخرج منه حجر ياقوت أحمر، أشرق منه البيت وكاد شعاعه يأخذ بصري وظل يشكرني ويدعو لي، فقلت له خذ دنانيرك فحلف أن لا يأخذ منها إلا ثمن ناقة ومحمل ونفقة تبلغه لبلده.
فبعد كل جهد أخذ ثلاثمائة دينار وأحلني من الباقي وأقام عندي حتى عاد الحجاج فخرج معهم، وفي العام المقبل، جاءني بقريب له فقلت له أخبرني خبرك فقال مضيت فشرحت لأهل البلد خبري وأريتهم الحجر، فذهبوا معي إلى الأمير وأخبروه بالقصة، وخاطبوه حتى ينصفني فأخذ الحجر ورد إلي جميع ما أخذه مني من متاع وعقار ووهب لي مالا من عنده وقال الأمير لي اجعلني في حل مما عذبتك وآذيتك فأحللته وعادت نعمتي إلى ما كانت عليه وعدت إلى تجارتي ومعاشي بفضل الله تعالى وظل يجيئني كل عام حتى مات، فما أجمل أن يديم الإنسان ذكر الله تعالى في حال الشدة والفرج، وحال البلاء والعافية، ولا يكون من الذين حذرنا القرآن الكريم من أفعالهم.
حيث نسوا ذكر الله تعالى حال العافية، ولم يشكروا نعمه، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى محذرا من أفعالهم ” وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسى ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله” فهذه الآيات تصور أحوال الذين يتضرعون إلى الله تعالى بالدعاء عند البلاء والشدة، فإذا كشف الله عنهم الضر ورفع عنهم البلاء، عادوا إلى ما كانوا عليه من أحوالهم السيئة، وما أحوجنا إلى شكر نعم الله عز وجل عند الرخاء، والصبر عند البلاء والابتلاء، وإدامة ذكره سبحانه في السراء والضراء، حيث يقول نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء فى الرخاء”
ويقول النبى صلى الله عليه وسلم “تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة” ويقول الصحابى الجليل أبو الدرداء رضي الله عنه ادع الله يوم سرّائك يستجب لك يوم ضرّائك، اللهم فرج هم كل مهموم ، وارزقنا شكر نعمك وآلائك” ولكن للنصر والفرج مفاتيح ينبغي أن نعمل بها ومن أول مفاتيح الفرج وأهمها هو قرع أبوب السماء بالدعاء والتضرع ، ولله در القائل ياصاحب الهم إن الهم منفرج ابشر بخير فإن الفارج الله، اليأس يقطع أحيانا بصاحبه لاتيأسن فإن الكافي الله، إذا بليت فثق بالله وارض به إن الذي يكشف البلوى هو الله، الله يحدث بعد العسر ميسرة لا تجزعن فإن الصانع الله، والله مالك غير الله من أحد فحسبك الله في كل لك الله.
قد تكون صورة لـ ‏شخص واحد‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *