Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع الأسرة سكن ومودة، فالأسرة القوية تكون مجتمع قوي والأسرة الهاشة تكون مجتمع هش وضعيف يسهل القضاء عليه، وسبحان الله العظيم من آلائه ان جعل للناس من أنفسهم أزواجا ليسكنوا إليها وجعل بينهم مودة ورحمة، ولقد جاءت رسالة الإسلام بالخير والهدى وأقامت في المجتمع بناء تقوم أواصره على البر والإحسان و المودة والتقى، ولقد اعتنى الإسلام عناية عظمى ببناء الأسرة وصونها من أي سهام توجه إليها، ذلكم أن الأسرة قاعدة المجتمع، ومدرسة الأجيال، وسبيل العفة وصون للشهوة، والطريق المشروع لإيجاد البنين والأحفاد وانتشار الأنساب والأصهار فبالزواج المشروع تنشأ الأسرة الكريمة وتنشأ معها المودة والرحمة.
ويتوفر السكن واللباس، إنها آية من آيات الله يذكرنا القرآن بها ويدعونا للتفكر في آثارها وما ينشأ عنها فيقول تعالى فى سورة اروم ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون” وهي وما يتفرغ منها نعمة ومنة ينبغي أن نشكر الله تعالى عليها فسبحانه القائل فى سورة النحل ” والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمت الله هم يكفرون” وكانت الأسرة قبل الإسلام تقوم على التعسف والظلم، فكان الشأن كله للرجال فقط أو بمعنى أصح الذكور، وكانت المرأة أو البنت مظلومة ومهانة، ومن أمثلة ذلك أنه لو مات الرجل وخلف زوجة.
كان يحق لولده من غيرها أن يتزوجها وأن يتحكم بها، أو أن يمنعها من الزواج، وكان الذكور الرجال فقط هم الذين يرثون وأما النساء أو الصغار فلا نصيب لهم، وكانت النظرة إلى المرأة أما كانت أو بنتا أو أختا نظرة عار وخزي لأنها كانت يمكن أن تسبى فتجلب لأهلها الخزي والعار فلذلك كان الرجل يئد ابنته وهي طفلة رضيعة كما قال تعالى فى سورة النحل ” وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون” وكانت الأسرة بمفهومها الأكبر وهى القبيلة، تقوم على أساس النصرة لبعضها البعض ولو في الظلم إلى غير ذلك فلما جاء الإسلام محا هذا كله وأرسى العدل.
وأعطى كل ذي حق حقه حتى الطفل الرضيع، وحتى السقط من احترامه وتقديره والصلاة عليه، والناظر إلى الأسرة في الغرب اليوم يجد أسرا مفككة ومهلهلة فالوالدان لا يستطيعان أن يحكما على أولادهما لا فكريا ولا خلقيا فالابن يحق له أن يذهب أين شاء أو أن يفعل ما يشاء وكذلك البنت يحق لها أن تجلس مع من تشاء وأن تنام مع من تشاء باسم الحرية وإعطاء الحقوق وبالتالي ما النتيجة؟ أسر مفككة، أطفال ولدوا من غير زواج، وآباء وأمهات لا راعي لهم ولا حسيب وكما قال بعض العقلاء إذا أردت أن تعرف حقيقة هؤلاء القوم فاذهب إلى السجون وإلى المستشفيات وإلى دور المسنين والعجزة، فالأبناء لا يعرفون آباءهم إلا في الأعياد والمناسبات، والشاهد أن الأسرة محطمة عند غير المسلمين.
ولما جاء الإسلام حرص أشد الحرص على إرساء وتثبيت الأسرة والمحافظة عليها مما يؤذيها، والمحافظة على تماسكها مع إعطاء كل فرد من الأسرة دوراً مهما في حياته، فالإسلام أكرم المرأة أما وبنتا وأختا، أكرمها أما، فعن عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال ثم أمك، قال ثم من؟ قال ثم أمك، قال ثم من؟ قال ثم أبوك” رواه البخاري ومسلم، وكذلك أكرمها بنتا، فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو ابنتان أو أختان فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن دخل الجنة” رواه ابن حبان.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *