Share Button
فى طريق النور ومع الأمن طمأنينة وسكينة للشعوب ” جزء 2″
بقلم / محمــــد الدكـــــرورى
ونكمل الجزء الثانى مع الأمن طمأنينة وسكينة للشعوب، فإن كنتم أيها الناس، ويا أيها العقلاء وأيها المخاطبون، في شك من صدق النبى محمد صلى الله عليه وسلم في نبوته وأنه مرسل من رب العالمين، فهاتوا سورة من مثل سور القرآن الذي أتاكم به ونسبه إلى ربه، واستعينوا لتحقيق ذلك بمن تشاؤون من علمائكم وأهل الرأي فيكم من المفكرين والخطباء والعظماء والزعماء والدهاة، وكل من تلجأون إليه عند نزول الأمور العظام بكم ولا تقتصروا على الاستعانة بالإنس بل ادعوا من تتوقعون الاستجابة والتلبية والإسراع في نصركم من الشياطين والجن وكل القوى التي تعتقدون فيها، إن المطلب سهل، فأنتم أصحاب المعلقات والقصائد والحوليات والخطب في المحافل.
وعرف عنكم وبخاصة قبيلة قريش وزعماؤها عرف عنكم الفصاحة والبلاغة، فإن العاقل يرتب النتائج على المقدمات، ويربط بين الأسباب والمسببات والجواب على الاستفسار ويتوقع بعد الشرط المشروط، فإن لم تستطيعوا أن تأتوا بمثل سورة من القرآن، ولم يسعفكم من التجأتم إليهم واستعنتم بهم، فهو الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فهلا أسلمتم قيادكم لرسوله المرسل وآمنتم به وبالقرآن المنزل عليه، فإن الأمر جد لا هزل فيه، وتكليف ومسؤولية لا تهاون فيها، وإن عجزتم عن التحدي، ولم تلقوا مراسم الطاعة والولاء فإن مصيركم إلى النار يوم القيامة إنها نار لا كالنيران التي ترونها في الدنيا، فإن النار التي تعهدونها في حياتكم الدنيا نار ضئيلة توقد بالحطب والغاز والطاقة الكهربائية.
أما نار الآخرة فهي سوداء قاتمة أوقد عليها ألف سنة حتى احمرت، وأوقد عليها ألف سنة أخرى حتى ابيضت، وأوقد عليها ألف سنة ثالثة حتى اسودت، فإنها توقد بالناس الكفرة الدين اتخذوا مع الله أندادا، وكذبوا أنبياءه، وتوقد بالحجارة التي عظمت وقدّست من دون الله، وإن كل معبود من دون الله رضي بعبادة الناس له، وكل عابد اتخذ آلهة من دون الله هم وقود نيران الجحيم، فقووا أنفسكم من هذه النيران التي تتلمظ وتشهق عندما ترى الكافرين، أما إذا آمنتم بالله وحده لا شريك له، وهو مقتضى التفكير السليم، وآمنتم برسوله محمد، صلى الله عليه وسلم وبالقرآن المنزل عليه، وهو مقتضى التحدي والعجز الذي أقررتم به، فلكم البشارة بجنات عرضها السماوات والأرض، فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
ولكم الخلود الدائم فلا موت، والنعيم الخالد فلا فوت، لكم فيها ما تشتهيه الأنفس من الملذات، من المطعومات والمشروبات، فإن أثر الإيمان في إشاعة الأمن والاطمئنان من منظور القرآن والسنة، موضوع واسع ومتشعب، وتتبع النصوص من الكتاب الكريم، وهدى المصطفى صلى الله عليه وسلم يستوجب حيزا أكبر، ومجالا أوسع، لأن راحة النفس لا تكون إلا بالإيمان، ورخاء المجتمع لا يكون إلا بالأمان، والأمان ثمرة من ثمار الإيمان، وحصيلة من حصائل العقيدة الصافية، والإيمان والعقيدة الصافية لا يكونان إلا بعد الدخول في الإسلام وفهمه جيدا، وتطبيقه عملا، فالنفس في الإسلام ملك لله تعالى، ولابد أن تعيش آمنة مطمئنة وفق شرع الله، فلا يحق لصاحبها أن يوردها المهالك،
أو يحملها فوق طاقتها، ولا أن يقتل المرء نفسه للخلاص من قلق حلّ به في الدنيا، لأي سبب من الأسباب، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول “لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه فإن كان لابد فاعلا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي” ويقول صلى الله عليه وسلم في توعّد لمن قتل نفسه “من قتل نفسه بشيء فهو يجؤها به في نار جهنم” وقاتل نفسه في النار وحتى يأمن المسلم من أخيه المسلم، ويطمئن إلى عدم إلحاق ضرر به منه، ويقول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع “أي يوم هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال، أليس هذا يوم النحر؟ قلنا بلى، قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم”
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏منظر داخلي‏‏
١
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *