Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثامن عشر مع الإبتلاء والمواساة، ولقد بيّن الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه فضائل خصها الله عز وجل بالصائمين في رمضان، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أهلّ رمضان يقول لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان، وجعلت زكاة الفطر مواساة للفقير والمسكين، فقد فرضت على كل مسلم ومسلمة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان” وإن لها حكمتان، فالأولى لتطهير الصائم من اللغو والرفث الذي وقع منه في أثناء شهر رمضان، والثانية لإطعام المساكين ومواساتهم في العيد، ودليل ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال.
“فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين” رواه أبو داود، وكذلك لتغنيهم عن السؤال يوم العيد، بذلك يكون الصوم مساواة بين أفراد الأمة جميعا في الإفطار والإمساك، ومواساة للفقير والمسكين، وفي هذه الأيام الصعبة قد تبدلت مظاهر وتغيرت عما كانت عليه من قبل فقد أغلقت المساجد لفترة كبيرة، وقيدت الحركة، وأوقفت المواصلات، وقلت الزيارات وكثرت الوفيات بسبب الوباء القاتل والفتاك المسمى كورونا، وقد وقف العالم عاجزا لفترة طويلة أمام هذا الداء والوباء، فحصد أرواحا وأرواحا، وضحاياه بالمئات والآلاف صغارا وكبارا من نساء ورجال شيوخ وعجائز.
وقد سمي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطاعون فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فأخبرني أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء، وأن الله جعله رحمة للمؤمنين، ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد” رواه البخاري، وإن الطاعون الوباء، وإن الطاعون هو المرض العام الذي يفسد له الهواء، وتفسد به الأمزجة والأبدان، وقال أبو بكر بن العربي الطاعون هو الوجه الغالب الذي يطفئ الروح كالذبحة، وسمي بذلك لعموم مصابه وسرعة قتله، وهو مرض يعم الكثير من الناس في جهة من الجهات، بخلاف المعتاد من أمراض الناس.
ويكون مرضهم واحدا بخلاف بقية الأوقات فتكون الأمراض مختلفة، وقد استشهد في طاعون عمواس من خيرة الصحابة رضي الله عنهم واستمر الطاعون شهرا، مما أدى إلى وفاة خمسة وعشرين ألفا من المسلمين وقيل ثلاثين ألفا، بينهم جماعة من كبار الصحابة أبرزهم أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل ومعه ابنه عبد الرحمن، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، والفضل بن العباس بن عبد المطلب، وأبو جندل بن سهيل رضي الله عنهم في خلافة عمر بن الخطاب فى السنة الثامنة عشر من الهجرة النبوية، بعد فتح بيت المقدس، وسُميت هذه السنة بعام الرمادة لما حدث بها من المجاعة في المدينة المنورة أيضا وهو أول وباء يظهر في أراضي الدولة الإسلامية.
وقال ابن كثير وتولى قيادة الجيش بعد موت أبي عبيدة ومعاذ بن جبل عمرو بن العاص فقام في الناس خطيبا فقال لهم أيها الناس إن هذا الوجع إذا وقع إنما يشتعل اشتعال النار، فتجنبوا في الجبال، فخرج، وخرج الناس، فتفرقوا حتى رفعه الله عنهم، فبلغ عمر بن الخطاب ما فعله عمرو فما كرهه وللوقاية من العلل والأوبئة ما جاء في السنة المطهرة من اللأذكار والأدعية فعن أبان بن عثمان عن عثمان بن عفان رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” من قال بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شيء فى الأرض ولا فى السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم تصبه فجأه بلاء حتى يصبح ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسى” .
Peut être une image de 1 personne, position assise et intérieur

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *