Share Button

فى طريق النور ومع الإنسان ما بين الزواج والطلاق ” جزء 5 ” 

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع الإنسان ما بين الزواج والطلاق، وأما الثاني لما دفع إليه المهر أخذ منه أبو الزوجة برضا الزوجة ما يمكن تجهيزها به تجهيزا معقولا، ثم رد الباقي عليه، وهكذا تكون الرجولة، وتقدير المسئولية والنظر في العواقب، فماذا تستفيد يا أيها الأب إذا كان زوج ابنتك مديونا لسنوات طويلة بعد زواجه يكدح، ويشقى نفسيا وماديا لكي يعوض، ويقدم، ويسدد الديون التي تراكمت عليه بسبب اشتراطك لذلك المهر، فعن سهل بن سعد قال ” أن امرأة عرضت نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عنها النبي صلى الله عليه وسلم ليس له بها رغبة، فقال رجل من الأنصار يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها.

 

فقال صلى الله عليه وسلم ما عندك؟ قال ما عندي شيء، فقال صلى الله عليه وسلم اذهب فالتمس شيئا، فرجع الرجل يقول ما وجدت شيئا، فقال صلى الله عليه وسلم “اذهب فالتمس ولو خاتما من حديد، فذهب ثم رجع فقال لا والله ما وجدت شيئا ولا خاتما من حديد، لا ليلبس ولكن مهر، ولكن هذا إزاري ولها نصفه، قال سهل الراوي ” وما له رداء” فكان فيهم فقر، فلم يفتنوا بالحياة الدنيا، هذا الرجل ليس له إلا إزار يواري عورته وليس له رداء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم وما تصنع بإزارك إن لبسته لم يكن عليك منه شيء، وإن لبسته لم يكن عليها منه شيء فجلس الرجل محزونا، حتى إذا طال مجلسه قام وغادر المجلس، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فدعاه.

 

فقال صلى الله عليه وسلم ماذا معك من القرآن؟ فقال معي سورة كذا وسورة كذا لسورة يعددها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” أملكناكها بما معك من القرآن، أملكناكها وزوجناكها، ومهرها أن تعلمها ما تحفظه من القرآن، وهذا الحديث يدل على اشتراط المهر؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أكد على الرجل أن يلتمس ويدل على أنه يجوز إذا لم يوجد مهر أن يكون المهر تعليم المرأة شيئا من أمور الدين أو تحفيظها شيئا من القرآن يحفظه الرجل، أما في الأحوال التي يكون فيها مال فإن المهر لا بد منه وهو حق من حقوق المرأة، وهكذا فإن الزواج عبادة يحصّن الإنسان بها فرجه، ويغض بها طرفه، ويستكمل بها دينه، وفي الحديث الشريف.

 

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من رزقه الله امرأة صالحه فقد أعانه الله على شطر دينه، فليتق الله فى الشطر الثانى ” فالزواج أمر فطري تقتضيه طبيعة الأشياء في تكاثرها وتوالدها، فقال تعالى فى سورة الذاريات ” ومن كل شئ خلقنا زوجين اثنين ” والمرأة الصالحة هي خير ما يحصل عليه المؤمن بعد تقوى الله تعالى، وفي الحديث الشريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرّته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله” وإنما حضّ الإسلام على النكاح ورغّب فيه، لما له من آثار نافعة تعود على الفرد نفسه، وعلى الأسرة والأمة جميعا.

 

وعلى النوع الإنسانى عامة فمن ثمرات النكاح وغاياته، هو تهذيب الغريزة الجنسية وإشباعها عن طريق حلال، فالزواج هو أحسن وسيلة لإرواء الغريزة وإشباعها، فيهدأ البدن من الاضطراب، وتسكن النفس عن الصراع، ويكفّ النظر عن التطلع إلى الحرام، وتطمئن العاطفة إلى الحلال وتكتفي به، وإياكم والمُغالاة في المهور فقد أصبحت خطرا كبيرا، لما تسببه من عزوف الشباب أو عجزهم عن الزواج، وإياكم وزواج الشغار، وهو زواج البدل من عير مهور، فإذا وقع نكاح الشغار في الصورة التي اتفق العلماء على أنها من الشغار المنهي عنه، فهو باطل يجب فسخه عند جمهور العلماء.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *