Share Button
فى طريق النور ومع الإنسان ما بين المبادئ والقيم ” جزء 5 “
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الخامس مع الإنسان ما بين المبادئ والقيم، وإن الحقد يجيء مع ضيق القلب، واستيلاء ظلمة النفس، ودخانها عليه أى على القلب، وأما الموجدة يجد الإنسان ويتألم وينجرح مع قوة قلبه وصلابته ونوره وإحساسه، وأن الموجدة تأتي في النفس أثر ثم يزول بسرعة، والحقد الأثر يتفاعل ويزيد ويستقر في القلب، أما الموجدة زعل ينتهي بسرعة، والحقد الزعل يستمر ويتفاعل ويزيد ويتفاقم، ويستقر في القلب، ليس إلى زوال وإنما إلى استمرار، وإن تغير نفس المسلم واحتداده عند رؤية منكر فهذا أمر مطلوب، وهناك حقد شرعي أيضا مطلوب من المسلم أن يحقد، أما بالنسبة لتغير النفس والاحتداد عند رؤية المنكر فله شواهد كثيرة.
ومن ذلك هو عن ابن عمر رضى الله عنهما “أن النبى صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في قبلة المسجد، والنخامة والنخاعة واحدة تنزل من الرأس والثانية تخرج من الصدر، هذا الفرق بين النخامة والنخاعة، ومنه هذا البلغم، رأى النبي صلى الله عليه وسلم نخامة في قبلة المسجد، واحد تفلها وأخرجها في قبلة المسجد، فتغيظ صلى الله عليه وسلم، تغيظ، تغير وجهه، احمر وغضب، احتد، تغيظ على أهل المسجد، وقال “إن الله قبل أحدكم يعني في الصلاة الله ينصب وجهه لوجه عبده، فكيف تبصق في القبلة؟ منكر عظيم إن الله قبل أحدكم فإذا كان في صلاته فلا يبزقن أو قال لا يتنخمن ثم نزل فحتها بيده” رواه البخاري، فأزالها عليه الصلاة والسلام بيده الشريفة.
وهذا تواضع منه صلى الله عليه وسلم وهذا فيه دليل على إزالة الأوساخ من المسجد، فحتها بيده، وقال ابن عمر رضى الله عنهما”إذا بزق أحدكم فليبزق عن يساره” إذن، الإنسان لو احتاج البزاق في الصلاة يبزق عن يساره لا يبزق عن يمينه لأن عن يمينه ملك، لا يبزق أمامه لأن الله ينصب وجهه لوجه عبده في الصلاة من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفله بين عينيه، وإن الخاطرة متى انساق العبد معها ولم يدافعها تطورت إلى فكرة، فهمّ وإرادة، فعزيمة فإقدام وفعل للحرام، فحذار من الاسترسال مع الخطرة بل الواجب مدافعتها ومزاحمتها بالخواطر الطيبة، فإن العلاج إذن هو مدافعة الخطرات، وإشغال النفس بالفكر فيما ينفعها.
وأيضا من مجاهدة الفتن هو النكاح، فعن عبد الله بن مسعود قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يا معشر الشباب من استطاع منكم الباء فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم قإنه له وجاء” فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصيام لمن لم يستطع الزواج، وقال القرطبي، كلما قل الأكل ضعفت الشهوة، وكلما ضعفت الشهوة قلت المعاصى، وأيضا من مجاهدة الفتن هو البعد عن رفقاء السوء، فيقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ” المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ” رواه أبو داود، وأيضا من مجاهدة الفتن هو البعد عن أماكن الفتن، فلا يخفى علينا أننا نعيش اليوم في مجتمع قد ملئ بالفتن.
وتظهر آثار ذلك في المحلات والمعاكسات في الأسواق والفضائيات والإنترنت إلى آخره من هذا القبيل، فعليك بالفرارمن الفتن والبعد عنها ليسلم لك دينك، وأيضا من مجاهدة الفتن هو الحرص على استغلال الوقت في طاعة الله عز وجل، فإن الوقت نعمة عظيمة من نعم الله على العبد ، لكن المغبون فيها كثير، فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال، قال النبى صلى الله عليه وسلم ” نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحه والفراغ” رواه البخارى، وأيضا من مجاهدة الفتن هو تذكر نعيم الآخرة، فتذكر الحور العين وأوصافهن التي أعدها الله تعالى لمن صبر عن معاصيه وهذا مما يعين المسلم على الزهد في المتاع الفاني المحرم.
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏جلوس‏‏ و‏منظر داخلي‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *